الجمعة، فبراير ٠٣، ٢٠٠٦

طفلــة حالمــة



نوف شابة مثابرة ومثال الطالبة المجتهدة المنظمة حتى في حياتها العملية ، تلقت تعليمها في إحدى المدارس الأجنبية ومن ثم انتقلت للحياة الجامعية في جامعة الكويت وتخرجت منها بتقدير عام جيد جدا في إدارة الأعمال ، وكما أنها تنتمي لأسرة ثرية، فالتخصص كان مناسبا لها، ولكي تستطيع بالمستقبل إدارة أعمال والدها المتوفى في السنوات الأولى من دخولها المرحلة الجامعية، فهي يتيمة الأب ووحيدة الأم، وبعد وفاة الأب تولت الأم زمام الأمور في إدارة الشركات التابعة لهم والوصية على ابنتها الوحيدة.

واليوم نوف تشرف على مأدبة عشاء أعدتها بمناسبة التخرج واستلام أول راتب من الشركة التي تم تعينها فيها، و بحضور العم غازي والعمة نورة والخالة المقربة لها هند، والصديقتان المقربتان لها منى وشوق، وعلى رأسهم الوالدة التي لها الدور الكبير في صنع هذه الأسطورة، وبعد التخرج هدف كل رجل كويتي يحلم بفتاة فائقة الجمال وفاحشة الثراء وذات تعليم محترم.

كانت نوف في تلك اللحظة متوترة بعض الشيء بسبب تأخر والدتها عن موعد العشاء ، والعجيب بالأمر أن العم غازي لم يسأل عن قائمة الطعام ، ولم يسأل عن سبب تأخر الوالدة ، حيث أن العم غازي رجل منظم ومواعيده مدروسة بالساعة والدقيقة ، وفي تلك اللحظة دخلت الأم إلى المطعم مرحبة بالحضور وتعتذر عن التأخير الطارئ ، وتم الاحتفال بنوف وكان ظاهرا على ملامحها الجميلة أنها مستاءة من تصرف والدتها ، وبعد العشاء قامت نوف بدفع أول فاتورة من راتبها ، وكانت في غاية السعادة والسرور.

طلبت من الوالدة أن تقود السيارة إلى المنزل ، فلها ما تشاء ولا يرد لها طلب، وأثناء الطريق خيم على الاثنتين سكون تام حتى وصلوا إلى المنزل ، وبعد دخولهما المنزل ، طلبت الأم من نوف الجلوس معها في الصالة المطلة على حوض السباحة ، وبدأت الأم تسأل أسئلة مالها أي داعي ، وفجأة تقع عينا نوف الجميلتان على آلة البيانو وبدا عليها الاستغراب: " شنو هذا منو ماله هالبيانو؟ " ، تجيب الأم بمكر: " هذي هدية الوظيفة الجديدة يابنيتي ، عرفتي ليش تأخرت اليوم على العشا وحضرتك مادتلي بوز؟ " ، تجيبها نوف: " بعد عمري يمة ما في أحد مثلك ، تدرين كنت مفكرة أشتري واحد ، جنك تدرين إني محتاجة.


وبعد عدة شهور ونوف منهمكة في العمل ، و تطلب من موظف البوفيه إن يحضر لها كوب القهوة ، ويدخل الموظف وبيده أحد المجلات الإعلانية ، وتطلب منه المجلة فوافق على الفور، وتأخذ المجلة لكي تتصفحها ، ويلفت انتباهها إعلان صغير الحجم مطبوع بالمقلوب ، وتتفاجأ بنص الإعلان مستعدون لتعليم آلة البيانو والغيتار والفلوت في المنزل ، وعلى الفور تسجل نوف رقم التلفون في الموبايل ، وحين عودتها للمنزل تراودها فكرة الاتصال بالرقم الذي بحوزتها ، وفي تلك اللحظة تهاتفها الأم : وينج إنتي ؟
نوف: كاني بالطريج ، يمة لقيت مدرس بيانو راح أرتب معاه علشان ييني البيت.
الأم : والله يابنيتي أنك متفرغة ، تعالي الغدا برد .
نوف: إن شاء الله .



وعلي الفور تتصل نوف بالرقم الذي بحوزتها.
الطرف الثاني : ألو ؟
نوف : ألو مرحبا أستاذ .
الطرف الثاني : أهلين ، مين عم يحكي ؟
نوف : والله أنا توني شارية بيانو جديد ، وحابة إني أتعلم عليه .
الطرف الثاني : مو مشكلة ، إيش الوإت إلي بيناسبك مدام ؟
نوف : يعني فترة العصر أكون خلصت دوامي الساعه أربع ، وأكون فاضية ، أستاذ ماتشرفنا بإسمك ؟
الطرف الثاني : اسمي فادي وحضرتك ؟
نوف : عاشت الأسامي أستاذ فادي .
فادي : بس لهلأ ما ألتيلي شو أسم المحروسة ؟
نوف : وي والله نسيت أستاذ ، أسمي نوف .
فادي : شو بجنن أسمك كتير حلو ، عاشت الأسامي ياستي .
سكون خيم علي الاثنين .
فادي : نوف ، إبعتيلي عنوانك وبصير عندك اليوم .
نوف : لا أستاذ اليوم ماقدر خلها باجر الساعة خمس العصر، أوكي ؟
فادي : إلي بيريحك أنا بأمرك ، طيب ابعتيلي عنوان بيتك على السيلولير، وبكون ممنونك .
نوف : أوكي أستاذ .



وتسكر الخط وتسرح ، وبينها وبين نفسها: " والله هاللبنانين محد يصيدهم بالحجي " ، وتدخل المنزل تجد الطعام على طاولة الأكل والوالدة ناطرة ومنتفخة .
نوف : يمه ، رتبت مع أستاذ الموسيقى ، بيني باجر .
الأم : كلن بقلبه هم شكاة الليلة
يخيم صمت على الاثنتين ولا تسمع إلا رنين الشوك والسكين على الصحون ، وكأنه لحن حزين و يمر اليوم الأول و ينتصف نهار اليوم الثاني ، ونوف ناطرة الأستاذ ولم يحضر وتحاول أن تتصل به تتفاجئ بأن رقمه أنمسح من ذاكرة الهاتف ، وفي تلك اللحظة يرن الهاتف ، و تسرع نحوه نوف ، ولا المتصل منى صديقتها المقربة .

نوف : هاي مني .
مني : نوفو ، أحنا برا ، تعالي أمشي معانا ، خلا نروح نشرب قهوة أنا وياك وشوق .
نوف : لا حبيبتي أنا ناطرة مدرس البيانو ، الحين بيني .
مني : ياكرهك ، أمشي عفية . وتأخذ منها شوق الخط .
شوق : شتبين أنتي والله فراغه ، أمشي خلنا نستانس أحسنلك من مجابل مصري .
نوف : لا حبيبتي لبناني ، نزلو عندي ، أذى مايه طلعنا .
ويرن خط ثاني وعلي الفور تجيب نوف .
نوف : الو ؟
فادي : الو نوف ، فيك تحكي مع التاكسي ، مو عارف يوصل لبيتك .

على الفور تشرح نوف لسواق التاكسي عنوان المنزل ، وتكون واقفة عند الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي للمنزل .

تخرج نوف لاستقباله و إذ هو شاب في أوائل الثلاثينات ، طويل القامة ذو قوام متناسق ، و شعر طويل يتدلي علي وجنتيه ناصعتان البياض وعلى كتفيه ، مع ذقن خفيف يسمى في وقتنا الحاضر" ديرتي لوك ", وبدلته سوداء فيها تقليمة بيضاء ، وقميص أبيض يكحله و وشاح أحمر بدل ربطة العنق ، وكأنه أحد نبلاء العصور الوسطى نظر إلى الحضور بعيناه الزرقاوتان وكأنهم المحيط الهادي في فصل الشتاء



فادي : مرحبا صبايا
على الفور ردوا الاثنتين بدلع وكل منهما تستعرض فن اللهجة اللبنانية, وفي تلك اللحظات تقدم نوف كوب الشاي لفادي وواضح عليها علامات عدم الرضى من تصرف البنات, وعلى الفور لاحظ فادي ذلك الشعور وتم التصرف بحكمة وطلب من نوف التوجه إلى آلة البيانو كي يبدأ الدرس الأول , وعلى الفور وجهته نوف إلى آلة البيانو وطلب منها الجلوس على الكرسي وشاركها الجلوس بعد وضع كوب الشاي على مقربه منه , وفي تلك اللحظات تقترب شوق منهما وترتكز على الجانب الأقرب لفادي وبنبرة دلع سخيفة: موجني شادية وإنت عبد الحليم حافظ: غنيلي ياوحيد



فادي بابتسامة بسيطة رسمتها شفتيه الوردية .
فادي : مرسي كلك زوء .
ولاحظ علامات الغضب ارتسمت على وجه نوف, وبتصرف حكيم : سوري منك مزموزيل خلينا انكفي شغل, وعلى الفور تقوم منى بالطلب من صديقتها بترك المنزل حتى تمنع أي سوء تصرف من نوف التي بدا عليها علامات الغضب , وتنصاع شوق لطلب صديقتها منى ويبدأ فادي بتعليم نوف مبادئ السلم الموسيقي , ومكان كل نغمة وكان ذهن نوف يتشتت وتضيع الحروف من شفتيها حين تلامس أصابع فادي الطويلة أناملها , بعد ما انقضى الوقت , يطلب فادي من نوف مذاكرة كل ما ورد في درس اليوم, ووعدها في المرة القادمة أن يحضر لها النوتات الموسيقية , لفطاحلة الفن الكلاسيكي التي اشتراها والده من ربوع فرنسا , أمثال الموسيقار بيتهوفن وباخ , وفي تلك اللحظة يطلب منها جهاز الهاتف لكي يتصل بالتاكسي الذي أقله في البداية , وتطلب منه نوف أن توصله مع السائق الخاص بالمنزل , وعلى الفور تطلب من الخدم تجهيز السيارة ويودعها فادي عند باب المنزل , وتطير نوف من الفرح وتحلق في سماء الإعجاب بذلك المعلم , وعلى الفور تتصل بصديقتها منى .

نوف : ألو منى , شنو هذي التصرفات من صديقتك الهبلة ؟
منى : شفتي شلون , بس ما عليك عطيتها ما عطاها ربها بالسيارة , قوليلي من وين لاقطة هالزوغة
نوف : وليه ، حتى إنتي .
منى : عما بعينك , أينن
نوف : عيل أنا شقول ، تصدقين كل ما يمسك إيدي ويحطها على المفاتيح , أضيع بالحجي وتحوشني نفاضة, وأضحك جني هبلة
مني : والله ما تنلامين يوخيتي , الولد زوغة زوغة زوغة, كيفك عاد رضيتي ولا أنرضيتي
نوف : ها شقصدك
مني : لا ما أقصد بس, أحسنلك من الكويتي قطيعه, بس ديري بالك بروح أنتي ماعندك تجارب , و ألله أهنيك والله محظوظة, يوم شطح نطح
نوف : عما بعينك, نظليني بعد , وبعدين لما ألحين ماكو شي
مني : لا حبيبتي, أتمطعينه بالعافيه
نوف : آمين, تصدقين ما عطيته أفلوسه, والله فشله
مني : دقي عليه, خو أنتي تبينها من ألله
وتنهي المكالمة مع صديقتها, وتطلب فادي على الفور.


فادي : أي نوف
نوف : سوري أستاذ , نسيت أعطيك فلوسك
فادي : ماتعتلي هم , بعد بكرا بحاسبك أبل مافل
نوف : أوكي عيل الدرس الثاني أعطيك حساب شهر, عشان ما أنسى
فادي :ألي بريحك مزموزيل

وبعد ما أنهت نوف المكالمة, بدأت تسترجع كل ما حصل اليوم وفي ذلك الشاب الجميل المرهف الحس, وبدأت تدخل في دائرة الخيال, وتستحضر تلك الشخصية الرومانسية, وتغرد وتتغنى بأغاني الحب , وقلبها الصغير تارة يخفق كل ما تغنت باسمه, وتارة العين تدمع بدون أي سبب ما هذا الشعور الذي يعتريها, هل هو الحب أم إعجاب ,لا تجد نوف أي تفسير لمشاعرها وتخلد للنوم, ولاكن صورة فادي, ذلك الملاك الذي يحرسها, لا تفارقها وصوته العذب يدغدغ مسامعها, باتت سهرانة طوال الليل, حتى غفت عيناها من عناء التفكير في ذلك الرجل الذي أقتحم قلبها الصغير وحطم أبوابه دون سابق إنذار, وتصحي في اليوم التالي بوقت متأخر من الظهيرة, وإلا برسائل من مدير الإدارة التي تعمل بها, يسأل عن سبب التأخير, ومكالمات فائته من العمل والوالدة وترد علي المكالمات, وتعتذر عن العمل بحجة التعب , ويأتي موعد الدرس الموسيقي التالي واستمرت الحصص الموسيقية لمدة شهرين علي التوالي, وبدأ مستوى نوف يتحسن , ولكن كل هذا التطور الملحوظ , كان على حساب حياتها العملية والأسرية, وحتى المقربين من الأصدقاء لاحظوا ذلك التغير, إلي أن في يوم من الأيام, رجع السائق محبوب بدون المعلم, وأبلغ ابنة صاحبة المنزل, بأنه لا يستطيع الحضور اليوم, بسبب وعكة صحية ألمت به , وعلى الفور اتصلت نوف بفادي وبلهفة
نوف : فادي أشفيك حبيبي؟
فادي : لا ولا شي, مرشح شوي
نوف : تبي أوديك الطبيب؟
فادي : لا حياتي, بدي تكوني حدي
نوف : أنا آسفة تعديت حدودي, بس غصبا علي والله اخترعت عليك
فادي : مرسي حياتي, ما كنت عارف أنك بتخافي علي هاللأد
نوف : مت من الخوف
فادي : هيدا صفي حب , أخيرا بادلتيني زات الشعور
سكون
نوف : تبي أدزلك شوربة, صوتك تعبان
فادي : إزي بتسأيني أياها, بكون ممنونك
نوف : أوكي موافقة , بس أخلص أمر عليك, خليني بس أسوي الشوربة بيدي





وتنفذ وعدها للحبيب وتذهب مسرعة مع السائق إلي منزل فادي المتواضع, وتدخل المنزل المكون من غرفه واحدة وحمام بخطوات هادئة وبيدها ما صنعته من حساء الخضروات الطازجة التي تجيد عمله أفضل من أي طاهي محترف , يقترب فادي منها ويأخذ وعاء الحساء ويقبلها على الخد الأيسر ثم الأيمن, لتحمر تلك الخدود الناعمة, ويرتجف ذلك العود الرشيق, وتبرق تلك العيون العسلية الخجلاء , ويطلب منها فادي الجلوس على السرير, ويعتذر لها عن بيته المتواضع, وترد بصوت خافت تكاد تسمعه, وتتمتم وتضيع من خلالها بعض الحروف , وتعرض على فادي, بأن تقوم بترتيب المنزل في اليوم التالي, ولكي تتطمأن عليه في اليوم التالي, وتنسحب من المكان بكل هدوء متجه إلى منزلها



وفي منتصف الليل وبدون شعور تتصل بفادي بحجة أنها تود السؤال عن حالته الصحية, وعلى الفور يبدأ فادي بنصب شباك الحب التي تعلقت بها نوف بمحض إرادتها, وفي اليوم التالي تذهب إلى بيت فادي المتواضع لتنفذ ما وعدت به, وترتب تلك الأشياء المتناثرة في كل زوايا الغرفة, ويبدأ الصياد بالنيل من فريسته كما أنها تستسلم لذلك الصياد, ويبدأ فادي باكتشاف تلك المعالم والتضاريس التي على جسدها, والتي لم يطأها أحد من قبل وكان فادي هو الوحيد الذي نال شرف اكتشاف تلك المعالم , كما أن نوف أعجبها ذلك الحال وبدأت تتردد علي ذلك المكان , وقامت بشراء سياره بيضاء متواضعة لذلك الفارس, الذي أقتحم حياتها وتم تغير السكن الحالي بسكن جديد, حيث أنها تتضايق من التعليقات التي تتلقاها من سكان العمارة, التي لا يقطنها إلا العمال والعزاب وأصحاب النفوس الضعيفة, التي تستعمل تلك الشقق لممارسة الدعارة




ويتم تأثيث السكن الجديد لهما , بذلك المبني الفاخر المطل على البحر, الذي يليق في بنت الحسب والنسب لكي تمارس الخطيئة مع ذلك الشاب المشرد , وتستمر اللقاءات في الخفاء , وبعيد عن أعين بني البشر, وتمادت في تصرفاتها وبدأت المبيت معه في عطلة نهاية الأسبوع, بحجة أنها في الشاليه مع صديقاتها, وهذا المكان مخصص للجنسيات الأجنبية ذوي الدخل العالي, لا يطأه رجل أي إنسان عربي, وأبدع فادي في تعليمها أصول شرب كل أنواع الخمور وأدمنت عليها, وفي نهاية السنة يتعرف فادي علي جارته البريطانية الأرمله جولي التي تكبره بالسن بعشرة سنوات , لكي يسطر معها قصه غرامية أخري, ويخططان معا للهجرة إلي بريطانيا لكي يقضي معها باقي العمر في ربوع بريطانيا , وبالفعل تسبقه إلي بريطانيا مع توصية منها لدى السفارة, لكي تسهل أمور ذلك الفتى المنحط أخلاقيا, وفي يوم وهو يفكر في خطه يقتحم بها قلب نوف ,لتنفيذ ما يجول في خاطره



تعرض نوف عليه الزواج لكي تكون علاقتهما مشروعه, ويبتعدون عن المحرمات وتظهر علاقتهما إلى النور سعد فادي لاقتراح نوف, ولكن هل أسرة نوف تقبل بفادي كصهر لها , وأنها نست بأنه ليس على دينها , فهو مسيحي وأنه مستعد لتغير دينه لأجل تلك العيون العسلية, فارتمت نوف في أحضان ذلك الوحش الكاسر والدموع تسابقها: فادي أنا أسوي المستحيل بس تكون لي, لمعت عيناه الزرقاوتان وكأنها بحر هائج وتهز الضعف في قلب تلك الفتاة الساذجة , وعرض عليها السفر خارج الكويت, وهما مؤهلان علميا ولديهما شهادات تأهلهما لنيل أفضل المناصب , ووضع أهلها على أرض الواقع ففرحت نوف بتلك الفكرة الجهنمية, كما وضح لها بأنه سوف يعمل بجد لكي يوفر مبلغ من المال, لكي لا يتم رفضه في السفارة حين تقديم أوراق التأشيرة, وعلى الفور عرضت نوف المبلغ لكي تسهل أمور الحبيب واللقاء المنتظر خارج الوطن




وتبدأ نوف بتنفيذ طلباته , وتحويل المال إلى حسابه المصرفي, ويتم السفر إلى بريطانيا, وتستمر في إرسال مبلغ من المال كل شهر , ولمدة عام كامل إلي أن طلبت منه ذات يوم أن يطلعها عن الحال, وصور لها بأنه يحاول توفير تلك الحياة الكريمة لها, استاءت نوف من تلك الإطالة, ثم أبلغته عزمها قضاء إجازتها السنوية بين أحضانه , ثار فادي ورفض تلك الفكرة , وقطع تلك المكالمة دون سابق إنذار, وحاولت نوف معاودة الاتصال ولكن دون جدوي , غير فادي رقم الهاتف , وقطع كل سبل الاتصال بها, وأرسل رسالة على بريدها اللأكتروني , مفادها (جميلة تلك اللحظات التي قضيتيها على صدري , ولكن إنتي بالنسبة لي نزوة, أتمتع بها بكل حواسي وحين تنقضي كأن شيء لم يكن, لا تحاولي الاتصال بي , فأنا متزوج من جارتي في السكن التي استأجرتيه لي , وتمتعتي في ذلك الإنسان البسيط , الذي كان يحتقرك بكل ما أوتي من قوة , باختصار شديد إنتي نزوة غبية والقانون لا يحمي المغفلين) !!!!!!!!!!!!!


انهارت نوف بعد قراءة الرسالة, وبدي حالها لا يسر الناظر لها, بدت هزيله غير منتظمة علي مواعيد العمل, واستقالت من العمل وتعض أصابع الندم , وتقضي معظم وقت الفراق, في تلك الشقة اللعينة, التي كانت بمثابة حلم لها, وفجأة تقرر بأن تترك شرب الخمر الذي كاد أن يمحوها من أرض الواقع, ولكن ردة الفعل كانت قاسية فقد بدأت بالتحول من فريسة , إلي صياد ماهر يفتك ببيت كل رجل متزوج, وتلذذ بتحطيم قلوب الرجال وأسرهم.


تمت