الاثنين، مايو ٢٩، ٢٠٠٦

موعد مع القدر الجزء الثاني والأخير




وينهي أنس المكالمة بكل أدب, ويتجه إلى منزله , وفي المساء وأنس متجه إلى السوق لشراء بعض المستلزمات , وفي طريقه كان يستمع إلى أغنية لوردة الجزائرية, في يوم وليله , وبدون قصد كان آخر رقم في جهازه الخلوي رقم خلود, ويطلبها وهي ترد ولكن دون أجابه من انس , والعجيب بأن أنس, كان يردد الأغنية مع التسجيل وبصوت عالي , وتنهي خلود المكالمة, وتطلب أنس مره أخرى



أنس باستغراب : الوووو

خلود : هلا دكتور تفضل

أنس : أنتي إلي تفضلي ؟ أنتي إلي طالبتني ؟

خلود : لا دكتور أنت إلي متصل وكنت أتغني في يوم وليله !

أنس باستحياء شديد : أنا آسف ، بس الظاهر آخر رقم بتلفوني كان

رقمك . والله كان مو قصدي سامحيني

خلود : لا عادي دكتور ، تامرني على شي ؟

أنس : لا سلامتك

خلود بنبره جافه : اوكي ، من رخصتك

أنس : حياك الله


وينهي الاثنين المكالمة بكل أدب ، وأنس كان مستاء من الموقف وراجع المكالمات الواردة والصادرة من جهازه الخلوي، وتبين هو المتصل بالفعل ، وبدأ مسلسل تأنيب الضمير ، وشغلت خلود مساحه كبيره من تفكير أنس ، وفي منتصف الليل يفكر بأن يرسل لها رسالة على جهازها الخلوي ، لكي يعتذر منها ، وكان متردد حيث أنها كانت جافه بأسلوبها بضع الشيء ،الأمر الذي جعل أنس يفكر بها طوال الوقت.




أنس لا يعرف تفسير لذلك الموقف المحرج ، وماذا ترك في مخيلة تلك الفتاة ، وماذا ترك ذلك الموقف في مخيلتها ، وما هو الانطباع الحالي عنه ، وماذا ستقول للناس عنه ؟! أسئلة كثيرة تراوده لا يعرف لها إجابة ؟؟!!



وبعد صراع شديد مع النفس، يرسل رسالة على جهازها الخلوي من كلمه واحده .

أنس :{ أبعتذر}!

وتصل لجهاز خلود في منتصف الليل، وتستغرب من الرسالة وتوقيتها ، وترد خلود بكل شفافية

خلود : ما فهمت !! ليش تعتذر، وعن شنو ؟
أنس : عن كل شي إلا الهوى ! مالي الهوى عندي عذر !

صمت خيم على الاثنين، وكانا بحيرة من أمرهم ،أنس لا يعرف ردة فعل خلود ، وخلود لا تعرف بماذا ترد، حيث أن الموقف جدا محرج، وبعد تفكير طويل من قبل خلود ، ترد بتلك الرسالة ..


خلود : بدر بن عبد المحسن ، أنا من اشد المعجبين فيه وحافظة من قصايدة بعد ، مشكور دكتور على الكلام الحلو .

أنس يرد بعد تفكير عميق وقلبه يرتجف من إعجابه المفاجئ بتلك الفتاة، ويرسل رسالة جريئة بضع الشيء !

أنس : وأنا من أشد المعجبين فيك !!

تتفاجئ خلود من فحو الرسالة المرسلة ، وطال التفكير بين الاثنين ، ويرسل أنس الرسالة التالية !!

أنس : آنا آسف ، بس هذا إحساسي ما قدرت أخشه ، وسامحيني على الجرئه ، تصبحين على خير


ويقفل جهازه الخلوي ويخلد للنوم ، وفي صباح اليوم التالي، وهو متجه للعمل يفتح جهازه ، وتصل رسالة أرسلتها خلود ، مفادها ( دكتور، والله ماهقيت أن فيك كل هالشاعرية ، مع أن شكلك وايد جدي ، ولي يوقف جدامك يهاب منك ،على العموم مشكور على الكلام الحلو، والله يخليلك عيالك ) يبتسم أنس ، ويرد بكل دبلوماسية




أنس : صباح الخير ، أنا مو متزوج ، وتمنى أنك تكونين مو متزوجة !!

وترد خلود بعد تفكير طويل : وأنا بعد مو متزوجة !!

أنس : ودي أتعرف عليك أكثر، شرايك ؟


خلود : والله ما أدري شقولك ، بس أنا أهلي شوي صعبين ، ما أقدر أسوي شي من وراهم !
أنس : يعني من ناحية المبدأ ، ما عندك مانع .

خلود : مافهمت شتقصد ؟

أنس : أنا ودي أرتبط فيك ، شرايك ؟!

صمت

خلود : والله ، مادري شقولك ؟!

أنس : يعني أتقدم لك ؟

خلود : كيفك !



وبعد أسابيع ، يناقش الموضوع مع والدته ووالده ، وتم السؤال عن البنت ، وتمت الخطبة الرسمية ، واستمرت قرابة ست شهور، تم فيها التجهيز لمراسيم الزواج ، وتجهيز السكن ، وتم الزفاف الذي حضره كلا الطرفين ، مع الأقارب والأصدقاء.


وبعد فترة قصيرة ، يتجه الزوجين لقضاء شهر العسل في جزيرة موريشز، التي تمتاز بطبيعتها الهادئة ، وجوها الدافئ ، وشواطئها الساحرة ، وبساطة سكانها ، والاستمتاع بكرم الضيافة ، وقضى الزوجين أجمل اللحظات السعيدة ، وحين اقتراب نهاية تلك اللحظات ، يجهز العروسين للعودة لأرض الوطن .


و في الطائرة، ينظر أنس لزوجته بتأمل شديد، ويسرح في بحر الأفكار! هل وجودها جنبي حلم أم حقيقة ؟ و كان كثير الالتصاق بها ولا يفارقها، وكان يردد بأنه يود أن يستمتع بكل لحظه معها، حيث يحس أن أيامه معدودة بالدنيا ، ولا يريد أن يترك هذا العالم
بدون ذكراها ، وذكرى تسليه في القبر


تثور خلود من تلك الفكرة ، وبصوت عالي ومن كل قلبها ، عسى يومي قبل يومك ، ويا الله يا ربي تحقق لي هالامنيه ، وعشان ريلي ما يسبقني وتعذب بعده ، ويتعالى ضحك أنس ، يعني تبيني أتعذب بروحي ، وتسكر خلود الموضوع .


يصل الزوجين الكويت بعد المرور إلى دبي، ويذهب الزوجين إلى بيت الزوجية، وتطلب خلود من أنس زيارة والدتها، ويرفض أنس بحجة أن الوقت متأخر، وبعد توصيله للمطار في يوم الغد، تذهب لزيارة والدتها .


وفي الصباح الباكر، يذهب مع خلود لتوصله للمطار، وتجهز ملابسه ، وكان ينوي حضور حفل زفاف صديق الدراسة في المملكة العربية السعودية، وليوم واحد ، وعند باب المطار ...

أنس : تصدقين ما ودي أنزل ؟!
خلود : لا تنزل .
أنس : بس ، فشله لازم أبارك للريال ، لا تنسين ياني بعرسي .
خلود : أنا ، بصراحة ما ودي انك تروح ؟ راح أفتقدك حبيبي .
أنس : شدعوي ، كلها يوم واحد .
خلود : الله أصبرني على فراقك .
أنس : ترى اهون والله .
خلود : لا حبيبي ، أنزل ما بقي شي ويطير الطيارة ؟ و أول ما توصل كلمني .
أنس : إن شاء الله ، ديري بالك علي نفسك وسلمي علي أمك .
خلود : إن شاء الله.



ويودعها ويدخل مسرع للمطار، وخلود تذهب مسرعه لتفاجئ والدتها برجوعها ، وقبل وصولها للبيت ، وبسرعة عالية تعترضها سيارة، وتحاول تجنبها وتنحرف للشارع الثاني ، وتصدمها سيارة ثانية ، وتنقلب سيارتها ، وتصطدم بعامود النور! وتنقل للمستشفى ، و تدخل غرفة العمليات .


يصل انس للرياض، ويتصل بتلفون خلود ويجده مغلق! و يتصل بالبيت ، تفيد والدتها بأنها لم تصل بعد ! يحاول الاتصال ولكن الكل يجيب بأنها لم تصل ؟! يذهب لصديقه ويقدم التهاني ويرجع في اليوم التالي، وقبل وصوله للبيت يتصل ترد الخادمة، وتبلغه بأن زوجته بالمستشفى، ويتصل بأهلها، ويطلبون حضوره لمستشفى العظام، ويتجه مسرعا.


وبعد وصوله يلتقي بكل الأسرة المتواجدة هناك، والواضح بأن حالة زوجته سيئة، وبعد مراجعة الدكتور المعالج، يكتشف بأنها تعاني من كسر في العامود الفقري والرقبة وكسور متفرقة في أنحاء الجسم، وأنها سوف تقضي حياتها مقعده !!!


كانت الصدمة كبيرة !! وحالتها سيئة للغاية، وبعد الدخول عليها يبكي أنس، حيث أنها بغيبوبة، ويكلمها ويبكي، ويحاسب نفسه بأنه هو المتسبب لما جرى لها، ويبدأ مسلسل تأنيب الضمير، ومن ثم يرسل أوراقها للخارج، ولكن حالتها ميئوس منها !!!




وبعد مرور شهرين على الحادث، كان أنس قريب منها، وملاصق لها بشكل يومي، وخلود بغيبوبة وحالتها تتدهور يوم بعد يوم، وحالة أنس تستاء أكثر فأكثر، مما أنعكس علي حياته العملية، كما أن حالته النفسية تستاء، وبدأ بحاله عصبيه، ولا يتحمل أحد!


وبعد فتره، يطلب منه الأخ الأكبر لخلود أن يحضر لبيت العائلة، حيث الكل مجتمع هناك للأمر ما، ويلبي الدعوة عسى أن يجد حل لمعضلته، وبالفعل يتجه هناك ويلتقي بالكل ويلقي التحية.

أنس : الله بالخير.
يردون عليه بكل أسى، ويقترب منه فيصل، الأخ الأكبر لخلود.
فيصل : أنس، أنا ودي أقولك شي، الكل متفق عليه أهنيه !
أنس : آمر؟
فيصل : ما يأمر عليك ظالم، والله مادري شقولك ؟
أنس : لا قول في شي؟
فيصل : لا كل خير أنس، أنت تدري أن حالة خلود ميئوس منها، وأنت سويت إلي عليك وأكثر.
أنس : الله كريم، بس لو تصحي من الغيبوبة!
فيصل : ما أعتقد، البنت مواته !
أنس : فيصل! أنت شقاعد تقول؟ إن شاء الله بتقعد وبكلمها .
فيصل : أنس، أنت دكتور وعارف إن حالتها متدهورة، وما من وراها علاج !
أنس : والله يا فيصل، هذا كله مني، لو مخليها تشوف أمها، كان ما صار إلي صار !
فيصل : استغفر ربك، هذا أمر الله، وهذا إلي الله كاتبه لها، بس مو هذا الموضوع إلي بكلمك فيه !
أنس : شنو الموضوع، آمر ؟
فيصل : والله مادري شقولك , أنس أنت لازم طلق خلود !!!
أنس : فيصل شتقول أنت، مستحيل !!!
فيصل : أنس مابيك توقف حياتك، خلود طبيا ميته! وأنت عارف هالشي، لا تكابر.
أنس وبكلمات غير مفهومه، ثم يبكي بصوت عالي، ويلتم عليه الجميع لمواساته، وبضغط من الكل، يعد أنس المجتمعين بتطليقها!! وتتحول حياته لجحيم، ويذهب لأداء مناسك العمرة، ويطلب من الله تخفيف مصيبته التي أثقلت كاهله.



ويرجع، وكلما يدخل البيت، ويرى أشيائها المتناثرة في كل مكان، ورائحة ملابسها، وأوراقها التي كانت تكتب عليها اسمه، وكلمات الحب بخط عريض، مع بعض الرسومات، وترجع به الذاكرة إلي أيام شهر العسل، وبالتحديد وهم جالسين على يال البحر، ويطلب منها أن تردد بعض الكلمات.



أنس :خلود؟
خلود : هلا
أنس : ليش ما تقولين هلا حبيبي؟
خلود : أستحي !!
أنس : شنو تستحين منه، أنا ريلك، يالله قوليها.
خلود : أشلون أقولها، أستحي !
أنس : قوليها بالطريقة إلي تعجبك، المهم أني اسمعها.
خلود وبطريقه ذكيه تكتب علي الرمل، كلمت أحبك
أنس : أبي أشوفه هالكلمة تنطقينها بشفايفك !
خلود : لا عاد، مالك أمل!
أنس : ليش؟
خلود : أستحي!
أنس : عشاني

وتكتب خلود الكلمة، وأحرف أسمه على الرمل مره أخرى، وتتهجاها بشفايفها بدلع، و بهمس خفيف، يكاد يصل لمسامع أنس، وتنزل الدموع على خديه !! ويحترق قلبه عليها، وعلى الفور يتذكر قصيدة (( ودعتها )) للشاعر بندر العتيبي، كان يرددها بصوت عالي .


ودعتها مجبور ماهي علي الكيف
قدرت أنا أظروفه وقدر ظروفي
مجبور أودعها مادام التصاريف
صارت علي قلب المعنى سيوفي
أقفت وأنا أقفيت يوم التحاسيف
وشحيلتي قامت تصافق كفوفي
وشلون أبنسالي ليالن علي الكيف
ليلن يجي غيره علينا حسوفي
تنقش بصابعها علي صفحة السيف
وتهمس شفايفها تقرا حروفي
تقول أحبك وأنت سيد المواليف
وقول يا عمري وقلبي وشوفي
اللي تمنيته بكل التواصيف
عيا القدر بيني وبينه يروفي

وفي نهاية القصيدة، تدمع عيناه، ويتعب الفكر من ذكراها، ويقلب في أشيائها المتناثرة في كل مكان، وفي كل زاوية في الشقة، كما ردد أنس، عجيب أمر تلك الفتاة، عاشت في ذلك المكان فترة قصيرة، ولكن بصماتها محفورة بكل مكان، حتى عبيرها !!


تمت

الثلاثاء، مايو ٠٢، ٢٠٠٦

طريق الشوك الجزء الأول

د. فهد واصل دراستة الأكاديمية في أحد الدول الغربية وبعد حصوله على درجة الماجستير وزواجه , أكمل الدراسه وتخرج دكتور جامعي والتحق بجامعة الكويت بعد تخرجه مباشرة ، وفهد كون فريق من الطلبة والأساتذة لعمل مشروع معين يقوم به داخل الحرم الجامعي وكان نشط أكثر من الأول حيث العطاء لديه ماله حدود , ويحب يشغل نفسه بكل شيء مفيد ولا يترك مجال للفراغ بحياته خاصة بعد فشل حياته الزوجية التي بدأت بسرعه وإنتهت بسرعه وأدت إلى الطلاق



فهد شاغل وقته بالجامعة والنادي بعد الظهر والقراءة وقبل النوم متابعة الوسائل الإخبارية , وكان يؤمن هذا الشاب الوسيم صاحب القوام الرشيق بالعمل الجماعي وطريقة تدريسه مختلفة عن باقي المدرسين حيث انه يلقي محاضراته , مره بالفصل ومره بحديقة الكلية حتى يعتاد الطلبة على الإبداع في أي مكان , وصل صيت هذا المدرس لكل الكليات خاصة بأنه سهل بالتعامل وفيه جاذبية عجيبة تسحر كل من يقف أمامه وأنا أولهم


تزاحم فصل هذا المدرس من الطلبة والطالبات وكان جدا قريب من الطلبة وبارع في رسم الكلمة وتوصيلها للطلبة ، وغيَر في علاقة الرجل بالمرأة بسبب خبراته المتراكمة في حياته الشخصية , والفشل لايعرف طريقة ويقولها بصوته العالي الخشن الأجش




فهد يمتاز بطيبة القلب وسرعة البديهه لاتجدها في هذا العالم ويحب العلاقات الاجتماعية ، أي كل من يمر بطريقة يتعرف عليه أو يلقي عليه التحية على الأقل ، ويحب يستفيد من خبرات البشر بأي طريقة ولا ينظر للون الشخص ولا جنسية من يتعامل معهم , ويأمن بالمساواة بين البشر


صباح يوم الخميس الذي يعتبر بالنسبة له بداية العطلة نهاية الاسبوع يفضل فهد إحتساء القهوة خارج نطاق المنزل ، وبالصدفة يلتقي بأحد أصدقائه بالثانوية كانوا متلاصقين في فترة الدراسة ولكن ظروف غربة فهد لدراسة الماجستير والدكتوراه والزواج والطلاق ابتعد فهد عن الحياة الاجتماعية , بسبب جدوله المزحوم , ولكن فهد يمتاز بذاكرة قوية وميزة فهد لا ينسى الشكل والأسم , وكان اللقاء الأول مع حمد صديق الدراسة وأيام المراهقة



حمد باستقراب : فهد
فهد بابتسامه : هلا حمد عاش من شافك
حمد : هلا والله , أنت لما الحين عايش
فهد : أي والله من قلت الموت
حمد : لاحول ولا قوة إلا بالله أنت لما الحين جذي كل كلمة تقولها أقوه من الثانية بس أعجبتني ، وبكشخ فيها الليلة عند الربع
فهد : اكشخ علي حسابي , قولي وين وصلت
حمد : بعد الثانوية قدمت على الجيش وأنا الحين ضابط بحرية
فهد : تمام شنو رتبتك ؟
حمد : رائد
فهد : يا اخي أنا ما احب العسكرية ولا أحب العنف
حمد : خبري فيك حساس وبيني وبينك أحسن لك ، العسكرية مزعجة
فهد : الله يعينك ، تزوجت ولا لما الحين عزابي ؟
حمد : مينون ، لا يبا انا نصير العزابية , انت اشلونك مع الزواج أنا سمعت أنك تزوجت ؟
فهد : اي وماحصل نصيب ، وانفصلنا
حمد : وياك عيال ؟
فهد : لا والله ما ياني شيء ، تعرف كنت بره ومؤجل موضوع اليهال وبيني وبينك أشو اني ما يبت يهال , جان تشتتوا
حمد : يا عمي فداك ، كلهم ما يسوون دوست ريولك
فهد : لا يا اخي لاتقول جذي لاتنسى انها كانت زوجتي ولا أرضى عليها والله يذكرها بالخير كانت وايد محترمة ، والله يوفقها بلي أحسن مني
حمد : شكلك لما الحين متعلق فيها
فهد : لا بس ما احب أحد يتكلم عليها , حمد ، ولي يرحم والديك غير الموضوع

ويتم النقاش بين الطرفين عن أحوال البلد والعمل والسؤال عن بعض الأصدقاء كما تجري العادة بين الشباب ولكن فهد غير مرتاح من المقابلة لم تعجبه شخصية حمد , تغيرت بعد إلتحاقه بالسلك العسكري , حمد يستأذن من فهد لذهابه لاستقبال الأهل وأحضارهم من المطار, وطلب تلفون فهد وتهرب بطريقته الدبلوماسية


ظل فهد جالس بمفرده ويقلب الجريدة ويوجد بجانبه اليمين طاولة بها أربع بنات من الجيل العشرينات مع العلم بأن فهد ليس من النوع الصياد لكي ينصب شباك الغزل حيث أنه ليس لديه وقت للغزل وأقرب بنت بالطاولة المجاورة ، تلقي التحية


البنت : مرحبا دكتور
فهد : هلا صباح الخير
البنت : هلا فيك , والله دكتور حاولت أسجل عندك الفصل ألي طاف وهذا الفصل , بس للأسف مالي نصيب
فهد : وليش ما يتيني ؟
البنت : أستحيت منك
فهد : أكو واحد يستحي من مستقبله
البنت : والله شقولك , الشعبة مغلقة وما في مكان
فهد : تعاليلي السبت ويصير خير أن شاء الله
البنت : أن شاء الله دكتور ، مشكور
فهد : يا الله يا جماعه بالأذن


ويترك القهوة مودع بكل أدب كعادته , وفي صباح يوم السبت تأتي الطالبة بكل أناقتها إلى مكتب الدكتور فهد وتلقي التحية ويتم تسجيلها فى شعبته ويكون كثير الأهتمام بتلك الطالبة , وكان يحس بالراحة معاها , ومعجب بها وتطلب البنت تلفون فهد ويتم أرسال الرسائل القصيرة و الكلام الحلو من قبلها على التلفون النقال, ويتصل فهد في وقت متأخر من الليل

يتبع