الاثنين، يناير ٢٨، ٢٠٠٨

رحلة مابعد الطلاق الجزء الأول

أمل تخرجت من أحد الكليات العلمية، وتوظفت في أحد الوزارات، وبعد سنة من توظيفها،
تزوجت من سعود، وعاشت معاه سنة باردة من العواطف الجامدة كالثلج، وبعدها تطلقة
منه بسبب خيانته لها، ومن هنا تبدأ الحكاية....



وبعد خبر الطلاق الذي أنتشر في جميع أرجاء المعمورة، تخرج أمل في أجازة طويلة
تجاوزت الثلاثين يوم، وكأي مطلقه بعد أي صدمه طلاق، تنطوي على نفسها, وخوفها
من المجهول يتزايد، وكلام الناس والأهل إلى آخره، من ماهو معروف أتجاه المرأه
المطلقة في مجتمعاتنا العربية، وما يقع عليها من ظلم شديد جراء الطلاق.


وبعد نهاية الإجازة، وفي أول يوم عمل، تتهافت عليها الرجال من فئة الطيور الجارحة،
ممن يتلذذون في نهش لحم الفريسة المكسورة، وبمساعدة الموظفات الذين يحضرون
للعمل، وشغلهم الشاغل نقل أخبار الناس، كما هو معروف في الدول العربية



أمل وهي جالسة في مكتبها، يدخل عليها أحد موظفين العلاقات العامة، وهذا الرجل
معروف في الإدارة بسوء أخلاقه، ولكنه من الطيور الجارحة التي ذكرنها سلفا، يحاول
يأخذ نصيبه من الفريسة


حسين : ياصباح الورد

أمل بإستغراب شديد : تفضل

حسين : شدعوه يبا، السلام لله

أمل بعصبية : أنا من متي بيني وبينك سلام، تفضل قول شعندك ولا أطلع بره !!

حسين : شدعوه، هذا يزاتي، صج لي قالوا أفعل خير، شر تلقى

أمل : يلا بس عطني عرض كتافك، الحقيقة منت كفو !!



ويخرج حسين ويرسم ضحكه صفراء على شفتيه، وتسرح أمل بينها وبين نفسها وتقول


أمل : ايه، هذي بدايتها، صج لي قالوا، الريايل ما منهم أمان, وبعدين أنا ليش كلمته
بهالعصبية، ونزلت من نفسي، كان المفروض ألبسه، وأشتكي عليه، وخليه عبره
لغيره، أأأأخ، هذي طافتني، وفي تلك اللحظة يتعالى صوت جرس الهاتف، وكان مدير
الإدارة يطلبها للحضور لمكتبه، وحين مغادرتها للمكتب، تتصل سامية صديقتها، وتعتذر
منها، وتعدها بمعاودة الأتصال بعد الأنتهاء من المدير..


بوحمد : أمل، ها، شلونك بعد الأجازة ؟

أمل : والله الحمد لله، ماشي الحال

بوحمد : عاد أبيك تكونين بحيويه أكثر من قبل , أنتي مو أول وحده، ولا آخر وحده،
أتتطلق !

أمل بإستغراب شديد : صح كلامك طويل العمر

بوحمد : وأنا راح أتابعك، وطلعك من هالمشكلة بأسرع وقت، وإذا صار عندي وقت
الليلة، راح أكلمك اليوم من الشالية

أمل : لا، لا تتعب نفسك، أنا أموري ماشيه، على العموم مشكور وما قصرت على
الاهتمام.



وتترك المكتب، وقلبها يعتصر من الألم , إذا مدير الإدارة كشف عن أنيابه، شلون باجي
الموظفين, وأحست تلك المسكينة بأنها بغابه، كل من ينتظر نصيبه، وترجع لتعاود
الإتصال بسامية، وبالفعل تأخذ موعد معاها للذهاب لأحد المطاعم



أمل تلقي التحيه : هلا سامية

سامية تقبل أمل : أمول, هلا حبيبتي، شخبارك ؟

أمل وعيونها تملأها الدموع : والله شقول لك، الحمد لله

سامية : لا، قوليلي شلون صار كل هذا ؟

أمل : سامية , سعود كان يخوني، قلت خن أصبر، يمكن يتعدل، وصارحته، قلت يمكن
يحس على دمه، وكانت النتيجة، أنه مد إيده على، وطقني !!

سامية بعصبية : طق الله حيله، و يعل إيده الكسر، وبعدين شصار؟

أمل : ولا أبلين، طلبت الطلاق، طلقني بكل سهولة، وعلى قولته، أنتي مثل النعال، مثل
ما لبستها، فصختها، بيني وبينك، أشوه أني ما عيلت منه !

سامية : يعل النعال إلي تتقطع على ظهره، صدق من قال الريايل ما منهم أمان, وعلى
قولتك، لو معيله، جان شفكك منه، هالأشكال فرقاها عيد.

أمل : سكتي، اليوم أول يوم دوام لي، الكل تحذف على، ومن كل الدرجات الوظيفية، مو
خبرك صرنا مطلقات، حتى مديري قام يتلحوس لي

سامية :وييييييييييي، الله يعينيك، لو أنا بمكانك، جان طلعت من طوري

أمل : لا، اللي طلعني من طوري، أعز رفيجاتي، أبتعدت عني، بسلامتها خايفة على ريلها
مني !!

سامية : شدعوه لهدرجه، خايفة على سي روميو!

أمل : أقولج، مادري على شنو

سامية : ولا يهمك، تعالي عند أخيتك، كل ما ضاقت فيك الدنيه، طقي بابي ودشي، بعد
ما يحتاج أقولك


أمل : يابعد عمري والله، هذا العشم




وبعد تلك المقابلة، تتعزز علاقة أمل بصديقتها سامية، ويتم نقلها من الوزارة التي كانت
تعمل بها، إلى البنك التي تعمل به سامية، بمباركه سامية منها، وعملت بإدارة البطاقات
الإئتمانية، مما أثار حفيضة زوجها الذي لاحظ مدى تعلق زوجته بها، ثم طلب منها
ترك صديقتها، وعدم دعوتها بالمنزل، والاكتفاء برؤيتها بالعمل، بسبب وضعها
الاجتماعي، ومع الأسف، مجتمعنا العربي، هو من يقود المرأة المطلقة للانحراف، بسبب
رفضه لها، كما أن أمل أحسة بوضع صديقتها، وابتعدت عنها خوفا عليها، من قرارات
زوجها المتعجرف، ولم تنتهي علاقتهما، ولكن ظلت في نطاق العمل فقط .




وفي أحد الأيام، وهي متجه إلى القاعة المصرفية بالطابق الأرضي، تصطدم بأحد
المراجعين، حيث أن ذلك المراجع كثير التردد على البنك، بسبب تردده على سوق
الكويت للأوراق المالية، وإنهاء معاملاته، في نفس البنك، التي كانت تعمل فيه أمل..




أمل تصطدم بغازي : أنا آسفه

غازي يعدل عقاله : لا، على شنو، أنا إلي أسف، على العموم، حصل خير



ويترك غازي أمل بسرعة، وفي تلك اللحظات أحد موظفات الاستقبال، تدعوها لأمر معين



أيمان : أمل، شفيج دشيتي بالريال عرض، ماتشوفين !!

أمل بستحياء شديد : سكتي، الله يالفشله، صرت بنص هدومي

أيمان : وش قالج ؟

أمل : ماكو، أعتذرت، وأعتذر أهو بعد

أيمان : واااااي، ياربي هالريال ذرب

أمل : منو أهو, تعرفينه؟

أيمان : ها، جنه الريال يازلج

أمل : لا، بس فضول

أيمان : ترى الولد يسوى، وجنه مستوي

أمل : بس أهو مابينلي شي !

أيمان : انا وين، وإنتي وين، مستوي، يعني ولد فلوس

أمل : بس الفلوس، مو كل شي !

أيمان : أي، بس هذا فلوس، وحلاة، كامل والكامل الله، بس منهو إلي يقدر أيب راسه,
الولد وايد شايف نفسه

أمل بينها وبين نفسها يحقله

أيمان : أنتي معاي ؟

أمل : ها، أي معاج

أيمان : أي معاي، شكلك أنا بوادي، وإنتي بوادي، إلي ماخذ عقلك يتهنابو

أمل : المهم، ماعلينا، صباحك سكر

أيمان : صباحك زي الورد




وتترك أمل أيمان، وهي ترتسم أبتسامه عريضه على شفتيها، وبان عليها الأبتهاج
والفرح، وبعد الانتهاء من أحداث القاعة المصرفية، تتجه إلى مكتبها، ويمر على تلك
الأحداث سنة كاملة، وفي الصيف ترشح أمل لحضور دورة تدريبية في دبي، وتتجه إلى
المطار، وكانت برفقة اخاها الأكبر، ومن خلال علاقاته، يتم تغيير مقعدها من الدرجة
السياحية إلى الدرجة الأولى، وبعد دخولها إلى الطائرة، وقبل إقفال باب الطائرة، يدخل
غازي، وتتسارع دقات قلب أمل، وكانت تتمنى بأن يجلس بجانبها، وباين على غازي،
بأنه من ركاب الدرجة الأولى، حيث أنه كان ينظر للأعلى، ويبحث عن مقعده، ومن
محاسن الصدف، بأن مقعد جلوسه بجانب أمل



وبعد جلوسه وربط حزام الأمان، وإقلاع الطائرة، يأخذ غازي الجريدة من المضيفة،
ويتصفحها، وكانت أمل تسرق النظرات إتجاه غازي، الذي لم يليها أي اهتمام، وكانت
طوال الوقت تفكر كيف تفتح معه الحديث، وبعد الغداء تسحب أمل شنطتها، وتقدم لغازي
قطعة حلوى.





أمل تقدم قطعة حلوى : تفضل

غازي يأخذ الحلوى : مشكوره

أمل : حياك الله

غازي : والله طعمها لذيذ، من وين شاريته؟

أمل : هذا يايبته من لندن، تفضل خله معاك

غازي : لا، مشكوره، بس حبيت أسأل

أمل : لا تردني

غازي : لا،مو القصد، بس حبيت أسأل

أمل : أي خله معاك، ولا ماتقبل مني هديه ؟

غازي : اذا هديه، اوكي، مشكوره


ويستعدان للهبوط ، وبعد إجراءات المطار، يساعد غازي أمل بحمل الشنط ، ويسألها عن
سبب زيارتها، ويحاول تقديم خدماته



غازي : على فكره، أنا ما تشرفت بأسمك ؟

أمل : أسمي أمل

غازي : والنعم، أنا غازي

أمل : حياك الله

غازي : شعندك بدبي ؟

أمل : عندي كورس بخدمة الزبائن

غازي : وين تشتغلين ؟

أمل : بالقطاع المصرفي

غازي : ومن راح يستقبلك اهنيه

أمل : تاكسي

غازي : وين ساكنه ؟

أمل : هلتون قريك

غازي : إذا تسمحيلي، أوصلك

أمل : لا، مشكور، لا تتعب نفسك، أخذ تاكسي

غازي : أي، بس الوقت متأخر، وسمحيلي بنيل هالشرف العظيم

أمل بستحياء : اوكي، بس مابي أتعبك

غازي : لا تعب ولا شي، شفيها جنطتك تأخرت ؟!

أمل : أنا مو حاجزة أولى أنا حاجزة سياحية، فجنطتي راح تتأخر، إذا مستعيل توكل على
الله

غازي : ولو، لا مستعيل ولا شي، بس خليني أتصل، بالسايق



وبعد خروجهم من المطار، يوصل غازي أمل إلى فندقها، وينزل معها لأتمام إجراءات
الفندق.



أمل : مشكور وماقصرت، والله مادري شقولك

غازي : العفو، حق واجب، ماسوينا شي، بعطيك كرتي فيه كل تلفوناتي، إذا تبين أي
شي، كلميني


ويتركها مودعا، وبعد دخولها الفندق، ترسل رسالة على هاتفه النقال، تشكره على كل
الخدمات التي قدمها لها، ويرد عليها برسالة، يدعوها فيها للعشاء، وفي نفس الفندق
التي تسكن فيه في مساء اليوم التالي، فتوافق من دون أي تردد، وبحلول مساء اليوم
التالي، وقبيل دخول غازي للمطعم، يتصل بأمل، ويبلغها بأنه يوجد حجز بأسمه بالمطعم
الموجود في الطابق الأول، وهو سوف ينتظرها هناك، وبالفعل تنزل أمل مسرعه،
وتدخل إلى المطعم المتفق عليه، وتتجه نحو الطاولة، وترتسم ابتسامة على شفتيها





أمل : مساء الخير

غازي : أهلين، هلا والله، تفضلي

أمل تسحب الكرسي وتجلس: مشكور

عازي : ها، شلون يومك ؟

أمل بستحياء وبصوت خافت: والله, الحمدالله

غازي : شفيك صوتك واطي، تستحين ؟

أمل : بصراحه، أي

غازي : شدعوه، تستحين مني !

أمل : والله شقولك، أنا أول مره أطلع مع واحد، فخلني أشوي أتعود على الوضع

غازي : انزين، شلون كانت المحاضرة اليوم ؟

أمل : والله شقولك، أمس مانمت عدل، خبرك أنا أذا غيرت مكاني مانام عدل، والمحاضر
الله خير، ينوم

غازي : ليش ؟

أمل : مادري، كان بارد بالكلام، جنه ماله خلق، والجو بارد بالقاعة، فكل المقومات
تؤدي للنوم بالمحاضرة !!

غازي وهو يضحك : وإلي معاك ، هم نامو ؟!

أمل : أي، ألا واحد، حده مليق، ينكت نكت سخيفة، ويعلق على كل شي

غازي : أووووو، ألله يعينك، ياني أكره هالأشكال

أمل : وأنا بعد، حلات الريال، ثقيل مو خفيف

غازي : تقصدين مثلي ؟!

أمل تتلعثم : ها



وفي تلك اللحظات، يحضر القرسون، ويتم طلب وجبة العشاء من قبل الأثنين، ويقترح
غازي على أمل بعض الأطباق، بحكم أنه زبون دائم لهذا المطعم



أمل : ماشاء الله عليك، حافظ المنيو!!


غازي : أنا، من هواة المطاعم الأيطاليه


أمل : أي، الطليان كل شي عندهم حلو


غازي : والكويتيين ؟!!


أمل : الكويتيين، مافيهم إلا الغرور والتكبر


غازي : كلهم ؟!


أمل بستحياء : لا عاد، موكلهم !


غازي : أمل


أمل : نعم


غازي : تصدقين، مادري ليش أحس أني وايد مرتاحلك



أمل بستحياء شديد : والله، مادري شقولك !


غازي : أدري أني أحرجتك، بس هذا شعور كان لازم أوصله لك، وأنا ماشي على مبدأ
كلمة تستحي منها، بدها



أمل تسرح بالكلام الذي داعب مشاعرها، وما كان متوقع من غازي هالكلام، وفي تلك
اللحظات يأتي العشاء، ومازلت أمل تسرح بتلك الكلمات، وتلاحظ غازي كيف يأكل،
وكيف كان يتحدث مع المكتب على هاتفه النقال وهو يأكل، ومنهمك بالعمل، وطريقة
أسلوبه، كل هذه الأمور مرة بلحظات قصيرة



غازي : ها أمل، شرايك بالأكل؟


أمل : حلو


غازي : حلو! شكله ما عجبك !



أمل : لا بالعكس، عجيب !!


غازي : أنا كل ما أي دبي، لازم أمر عليه


أمل : لا، خوش مكان، حتى الديكور عجيب


غازي : على فكره، تري مانسيت الكلام، إلي قلته لك، قبل لا يقاطعنا العشي


أمل : والله مادري شقولك !



غازي يقاطعها : مابيك تتسرعين، وأبي ردك بعد ما ترجعين الكويت، أعتقد الفترة كافية،
ولا أنا غلطان ؟


أمل : أي، صح كافيه



وتسرح أمل بكلام غازي، وتردد بينها وبين نفسها، والله لوتدري أنا من متى حاطتك في
بالي، جان الحجي تغير، بس صج لي قالوا، تجري الرياح بما لاتشتهي السفن، ويتركان
المطعم مودعين، ويسافر غازي إلى الكويت، وفي اليوم التالي وفي المطار،قبيل السفر،
يرسل رسالة توديع لها، وتخرج أمل من قاعة المحاضرة لكي تتصل في غازي





أمل : ألو

غازي : هلا أمل

أمل : تروح بالسلامة، الله حافظك

غازي : مشكورة، كلك ذوق، على فكره، شلي مطلعك من المحاضرة ؟

أمل : ماهان علي تسافر من غير ماودعك

غازي : والله فيك الخير

أمل : غازي، أمانه أول ما توصل طمني عليك

غازي : أنشالله

أمل : أوكي غازي، أخليك الحين، بالسلامة، مو تنسى إلي وصيتك ؟

غازي : أنشالله، أول ما أوصل، راح أكلمك




ويودعان الاثنين بعضهما البعض، وترجع أمل إلى قاعة الدرس، ولكن ذهنها كان غايب،
وكانت تفكر بكل كلمه قالها غازي، وضلت تنتظر أتصال غازي حتى منتصف الليل،
وأرسلة رسالة قصيرة تسأل فيها عن وصول غازي، ويتصل غازي عليها في الفندق التي
تسكنه



غازي : لو أقولك أني من أول ماوصلت، كنت مشغول، تسامحيني؟

أمل : لا

غازي : أفأ، ليش ؟

أمل : لأنك، طول اليوم، شاغل بالي عليك !

غازي : عيل أذي جذي، لا تسامحيني

أمل : لا، أوريك !

غازي : أنا سعيد أني شغلت بالك علي

أمل : ماشي ماشي، ياغازي

غازي : لا والله، بس من وصلت، دشيت اجتماعين، وخلصت متأخر، قلت يمكن نايمه،
أكلمك باجر الصبح، وأكيد بتعذريني

أمل : لا والله، قعدت أحاتيك

غازي : ياحلو والله، كلمة أحاتيك منك

أمل : غازي

غازي : شفيج، تستحين؟

أمل : أي، طبعا أستحي، وبعدين مابي أطول بالمكالمة، وكلف عليك

غازي : فداك الفلوس، بس خليني اشبع من صوتك

أمل : عسي عمرك طويل، راح تشبع من صوتي، أنا باجر راجعه الكويت، راح تمل مني

غازي : أمل منك !! ماعتقد، ودي أسولف معاك، لما الصبح

أمل : لا ولي يعافيك، باجر لازم أكون، سبع بالمطار

غازي : الله أعينك، أكره ما علي طيارة الصبح

أمل : بعد شسوي، غصبن علي

غازي : أنزين، عيل أخليك الحين ترتاحين، وبالسلامة مقدما

أمل : الله أسلمك , غازي ، أمانه دير بالك على حالك

غازي : انشالله، تصبحين على خير



وتنقطع المكالمة بين الاثنين، وباتت أمل في تلك الليلة تفكر في غازي، وكان يسكن
معها حتى في أحلامها، وفي اليوم التالي، وبعد ماصحة من النوم، تنظر في جهازها
الخلوي، وتجد رسالة من غازي، مفادها ( صح النوم يا أحلا ورده موجودة في دبي )
وتسرح في كلام غازي، وتبحر بالأحلام وهي ترتب أشيائها المتبقية للسفر، وتذهب
للمطار، وفي الطريق ترد على رسالة غازي، وهو يرد عليها حتى وصولها للكويت.




الثلاثاء، يناير ٢٢، ٢٠٠٨

رحلة مابعد الطلاق الجزء الثاني والأخير

وبعد وصولها للمطار، كان باستقبالها أخوها الأكبر، وكانت طوال الوقت تفكر في غازي،
حتى وصولها إلى المنزل، وبعد الوصول والترحيب بالأهل، تذهب أمل إلى غرفتها في
الطابق الثاني، وتتصل بغازي، وكانت مشتاقة اشتياق كبير.






أمل : صباح الخير

غازي : صباح الورد , ها وصلتي؟

أمل : أي، توني واصله، وعلى ما سلمت على الأهل، ركبت داري ودقيت
.
غازي : الحمد الله على السلامة , بس، ليش أنا آخر واحد؟

أمل : تصدق عاد , قلت أنك بتقول جذي!!

غازي : لا صج، ليش أنا آخر من يعلم بوصولك؟!

أمل : بغيت أدق عليك أول ما وصلت، بس قلت يمكن باجتماع!

غازي : وذي باجتماع , أعتقد أنه ما يمنع
.
أمل : آسفة، والله ماعيدها.

غازي : مو مشكله، عسي ما تعبتي بالرحلة؟

أمل : لا بالعكس، حطيت راسي ونمت لما الكويت، ما قعدت إلى لما وصلت.

غازي : وأنا قاعد أحاتيك، وأنتي ولا أنتي أهني!
!
أمل : غازي , لا تحسسني بالذنب.

غازي : يا حلوك والله، أنزين خليني أكلمك بالليل، عندي شغل وايد لازم أخلصه.



وتنقطع المكالمة بين الاثنين، ويعاود غازي الاتصال بأمل في المساء..


غازي : ها نايمه، خلاص أكلمك بعدين.

أمل : لا، عادي خذ راحتك

غازي : لا، شكلك تعبانه، أكلمك باجر

أمل : شصبرني لما باجر! أنا ما صدقت أسمع صوتك، تبي تحرمني منه !!!

غازي : يا عيني، هذا أعتبره غزل، ولا شنوووو ...

أمل : أعتبره إلي تعتبره، أنا قايله ماراح أستحي منك اليوم !!

غازي : بس اليوم ؟!!

أمل : اليوم ودوم

غازي : أمل، ما كلمتيني عن نفسك ؟

أمل : شتبيني أقولك ؟!

غازي : كل شي

أمل : والله شقولك , تبيني أقولك أنك ساكن بخيالي من سنه، شتبيني أقولك !!

غازي : من سنه، أنتي من صجك ؟؟

امل : أي والله، من سنه وأنت قاطع قلبي.

غازي : والله العظيم...

أمل : أي والله، أنت مره بالبنك دعمتني، أو بالاحري، أنا دعمتك وطيحت عقالك، ما
تذكر؟؟!

غازي : لا والله , أنزين كملي..

أمل : ومن يومها، وأنت قاطع قلبي.

غازي : وقبلها، ما كان في أحد بحياتك؟

أمل : بلا

غازي : ممكن تقوليلي منو؟؟

أمل : ريلي

غازي باستغراب : أنتي متزوجة؟!!


صمت

أمل : كنت متزوجة

غازي : والحين..

أمل : مطلقه!!


صمت

أمل : تضايقت؟!

غازي : ها , لا بالعكس، المهم أني مرتاحلك.

أمل : غازي , نبرة صوتك، توحيلي أنك مضايق !!

غازي : لا بالعكس، أنا مو من هالنوع , بس ليش تتطلقتي؟! صج ما عنده نظر!!

أمل : غازي، من فضلك ممكن نسكر هالموضوع ؟

غازي : أنا آسف، مو قصدي أجرحك !

أمل : لا بالعكس، بس ممكن أروح أنام؟ أشوي أحس أني تعبانه !

غازي : أوكي، على راحتك



وتنقطع المكالمة بين الاثنين، وباتت أمل تلك الليلة حزينة، ترافقها الدموع، بسبب كلام
غازي، الذي ذكرناه سلفا، وفي اليوم التالي، لم يتصل غازي !! وفي المساء تتصل أمل ....



أمل : مساء الخير

غازي : هلا والله !

أمل : شخبارك ؟

غازي: ماشي الحال !

أمل : غازي ! أشفيك ؟

غازي : شفيني؟! مافيني إلى العافية

أمل : أحس أنك مضايق، وجنك مالك خلقي !؟

غازي : لا بالعكس، بس قاعد أطالع فلم بالتلفزيون!

أمل : أنزين، عيل أكلمك وقت ثاني !

غازي : لا، وين بتروحين ؟

أمل : خلني أخليك مع فلمك، وبعدين أكلمك

غزي : لا، أصلا الفلم خلص، ها قوليلي شخبارك؟

أمل : ماكو شي جديد، مثل كل يوم

غازي : أمل، تضايقتي مني البارح؟

أمل : لا بالعكس، بس ماحب أتكلم بالماضي !

غازي : على العموم، أنا أكرر أسفي

أمل : لا، على شنو أتأسف، ماله داعي، أنت ماسويت شي

غازي : المهم، أنك مو زعلانه ؟

أمل : لا، مو زعلانه

غازي : حلفي

أمل : والله

غازي : تدرين عاد، أن طول اليوم وأنا أحاتيك، قاعد أقول يمكن أزعلت، وماراح أدق !

أمل : لا عاد، مو لهالدرجة !

غازي : أي والله، طول اليوم وأنا أفكر فيك

أمل : يابعد عمري، خلاص أنسى الموضوع

غازي : يعني، مو زعلانه ؟

أمل : لا والله، مو زعلانه

غازي : أمل، أنا رايح المطار، أستقبل الوالدة، يايه من السفر

أمل : الحمد الله على سلامتها، منين يايه ؟

غازي : الله يسلمك، يايه من السعودية

أمل : عيل خلك مع أمك، وكلمك باجر الصبح



ويتركها غازي مودعا، ويذهب لاستقبال أمه، وفي المطار، كان يرسل لها رسائل غرامية
، ويتغزل بها، حتى طارت أمل من الفرحة، وباتت تنتظر خروج الصباح، لكي تتصل
بغازي، وتيقظه من النوم، وفي الصباح، تتصل أمل بغازي ...



أمل : صباح الخير

غازي يتمغط : هلا أمل، صباح الورد

أمل : غازي، تري البارح بدعت !!

غازي : شلون ؟

أمل : مادري، كلامك موتني من الضحك، وبنفس الوقت، فرحني !

غازي : ها، هذا لغز، ولا شنو؟

أمل : لا، أنت كله تتطنز !!

غازي : لا، صج أنا أعتبره لغز

أمل : لا لغز، ولا شي، إلي ضحكني عليك، تعليقات العجيبة

غازي : ولي فرحك ؟

أمل : إلي فرحني ! كلامك المعسول، ماشاء الله عليك، مادري من وين تيبه !؟

غازي : هذي، موهبة من رب العالمين

أمل : ونسيت لأقولك، أنك شوي مغرور !!

غازي : وليش ماتقولين أنها ثقة بالنفس ؟

أمل : ثقة بالنفس؟! أي بس مو علي أنا !

غازي : أي بس، أنا ما عندي احد، أشوف نفسي عليه !

أمل : إذا ما في أحد بعالمك، إلا أنا، فما عندي مانع تشوف نفسك علي .

غازي : والله، منتي هينه !

أمل : المهم، ما تبي تروح المكتب؟

غازي : لا والله، ودي أسولف معاك، لما باج
ر
أمل : يا بعد عمري، يلا قوم عشان تغسل، وتروح شغلك

غازي : تو الناس، ليش مستعيله ؟

أمل : غازي، لا تنسى أني موظفة، ولازم أروح شغلي، أنا مو صاحبة مكتب مثلاتك !!

غازي : عين الحسود، فيها عود، نظليني بعد !!

أمل تضحك بصوت عالي : ما قلت لك، أن تعليقاتك العجيبة تضحكني!!






وينهي الاثنان المكالمة، وفي الطريق، تتصل أمل بغازي، وتكمل الحديث معه، حتى وصولها
للعمل، وتعاود الاتصال في المساء..... واستمروا على هذا الحال قرابة الأربع سنوات من
الحب والعطاء، وبدو ملتصقين بعضهم البعض، وكانا يعتقدان لا توجد قوة بالعالم تفرقهما
إلا الموت، وفي نهاية السنة الرابعة، تصر أم غازي على تزويجه من أحد بنات صديقاته ...


أم غازي : غازي، أنا شايفتلك وحده، خوش وحده، ودي أنك تاخذها،ها، شرايك ؟!

غازي : يايما، أنتي تدرين أني مابي أتزوج !

أم غازي : أي، لي متى بظل جذي ؟

غازي : والله يايما، أنا ماشكتلك الحال !

أم غازي : مشكوريا ولدي، وصل طيبك

غازي : يما، شمسلطك علي اليوم ؟

أم غازي : إلي مسلطني عليك، عمرك !!

غازي : أشفيه عمري ؟

أم غازي : يوليدي، بطوف الثلاثين، وأنت لما ألحين ما تزوجت، العمر يركض، مابي
يطوفك القطار!!

غازي : ولا يهمك، إذا طافني ألحقه وأركب معاه، بعد شتبين ؟!!

أم غازي : طالع، أحر ما عندي، أبرد ما عندك، أنت تبي تينني ؟!

غازي بعد تفكير عميق : يمه، تبيني أتزوج ؟

أم غازي : أي، وأنا شقاعده أقول من الصبح ؟!

غازي : أنزين، أنا في وحده ببالي من أربع سنين، وما في أحد ببالي، إلا أهيا !!

أم غازي : بس عسى ،مو أربع سنين أنتطالع بالعيوون ..... ؟!

غازي : لا يما، وأنتكلم بالتلفون !!

أم غازي : من صجك، لا ماتسويها، أوليدي وعرفك !؟

غازي : لا صج، تعرفت عليها، وهي رايحة دبي، بالطيارة !

أم غازي : أوين أهلها ؟

غازي : لا، كانت بروحها، رايحة دورة !

أم غازي : أبروحها!! هذي من أولها هايته !!

غازي : لا يما، والله البنيه مسكينه، بس الزمن، لعب بحسبتها

أم غازي : لعب بحسبتها؟!! شلون يعني ؟؟

غازي : تزوجت، وتطلقت، يعني وين ماطقها عويه!!

أم غازي : وي، قطيعه، مطلقة!! وشتبي فيها !؟

غازي : يمه، قلت لك أحبها !!

أم غازي : حبتها القراده !!

غازي وبصوت عالي : لا تغلطين !!

أم غازي : ترفع صوتك علي عشان وحده..... ، لو تنقز ماراح تاخذها !!!

غازي بعصبية: راح آخذها غصبن عليك !!

أم غازي : غصبن علي، والله ونعم التربية !!

غازي وبعصبه : روحيييييييييييييي




وتقف الأم مذهولة، من تصرف ولدها، ويرتفع ضغط الدم لديها، وتسقط مغشيا عليها،
وتتصل الخادمة في غازي، ويحضر للمنزل وينقلها للمستشفي، وطول فترة العلاج كانت لا
تكلمه، وهو كان يتودد لها، وهي رافض الحديث معه، وحتى رجوعها للمنزل، وندم على
فعلته، حيث أنها كانت المرة الأولى، وينقل الموضوع لأمل ...



أمل : غازي، وينك حبيبي، شغلت بالي عليك !

غازي : سكتي أمل، أمي بغت تروح منا ؟!

أمل : بعد عمري، شفيها ؟

غازي : والله شقولك !

أمل : لا حبيبي، قولي !

غازي : أمي، لاقيتلي وحده، تبني أتزوجها !!

أمل : أنزين، وبعدين ؟

غازي : كلمتها عنك، وعصبت عليها، أرتفع ضغطها، وديناها المستشفى !

أمل : قلت لها أني مطلقه ؟!

غازي : أي، وتهاوشنا على هالموضوع !

أمل : أنت عاد، ماطل !

غازي : حاولت، كل الناس إلي حوالي ضدي، خوالي وعمامي !!

أمل : والحل ؟!

غازي : أنا أقول نبتعد عن بعض، هالفترة !

أمل : غازي، أنا إذا أبتعد عنك، أموت!! أنت الهوي والماي بالنسبة لي، أنت شقاعد تقول !!؟
غازي : أمل، لا تنسين أن هذي أمي !

أمل : وأنا شنو ذنبي، عشان يحرموني منك !!

غازي : أمل، تري بروح إلي فيني، كافيني !!

أمل : غازي، مشكور على إلي سويته معاي !

غازي : يعني شتبيني أسوي، أتهاوش مع أمي، عشان ترتاحين ؟!!

أمل وهي تبكي وبصوت عالي : يوم أنك مو ريال، تعلقني فيك ليشششششش؟!

غازي : أنا ريال، غصبن علي إلي يابوك !!!!



ويسكر الخط بكل عصبية، وكانت أمل تتصل ولكن لا يرد عليها، وترسل الرسائل القصيرة
تعتذر فيها، ولكن دون جدوى، ويرجع غازي لأمه ويعتذر، وتقبل اعتذاره، ولكن بشرط
الزواج من البنت التي حددتها له، فيوافق !!! وبعد أربعة شهور، تتم خطبته من أحد الأسر
العريقة، وينتشر الخبر حتى يصل لمسامع أمل، وكانت تحاول الاتصال ولكن دون
جدوى......




وفي أحد الأيام، وهي داخله المنزل، تجد بطاقتان دعوة لحفل زفاف لها ولوالدتها، وبعد فتح
البطاقة، تكتشف بأن الدعوة لحفل زفاف غازي ، وهي تقرأ الدعوة، تسيل دموعها على
خديها، وتكتشف بأن الدعوة، موجه من صديقة أمها لحضور حفل زفاف أبنتها، وبالفعل
ترتب نفسها لحضور الزفاف، الذي كان في أحد فنادق الدرجة الأولى.


وكانت أمل في كامل زينتها، وبدت كالملاك في تلك الليلة، ودخلت القاعة، وهنأت كما
تجري العادة، وجلست حتى وصول زفة الرجال، وحين دخول غازي، تتسارع دقات قلبها
، وتعتصر من الداخل، إلى أن وصل للكوشة، وقبل رأس زوجته، كما تجري العادة، في
برتوكول الزفاف، وانتظرت حتى خروج الرجال من القاعة.



وقامت لترقص أمامه، وكانت تبكي، حتى انهارت من البكاء، وجلست أمام الكوشة وهي
تبكي، وكانت الساحة فاضيه، وسالت دموع غازي أمامها، وقامت اثنتان من الحضور،
ورجعوها إلى مكانها، وعلى الفور، غازي يأخذ زوجته، ويتركان القاعة بسرعة البرق.




وتركت أمل وأمها القاعة، وكان قلبها يعتصر على أبنتها، ودخلت أمل المستشفى لانهيار
عصبي شديد، وسافر غازي مع زوجته لروما، وفي اليوم التالي، وباتت تلك الأحداث في
مخيلته، وزوجته المسكينة فرحه بشهر العسل، ولكن تلاحظ بأنه يبتعد عنها...



بشاير : غازي، شفيك، عسى ماشر؟!

غازي : ها، لا ماكو شي !

بشاير : أنزين، شفيك ماتسولف ؟

غازي : والله شقولك، مالي خلق !

بشاير : أي قولي، يمكن أقدر أساعدك ؟

غازي : ما أعتقد !

بشاير : أوله، لهدرجه !!

غازي : على فكره، ما لاحظتي البنت إلي كانت ترقص جدام الكوشة ؟!

بشاير : أي، عمى بعينها !!

غازي : ليش ؟

بشاير : بطت جبدي !!

غازي : ليش؟

بشاير : شنو ليش، قاطه راسها جدام كوشتي، وتبجبج !!!

غازي : يمكن فيها شي ؟!

بشاير : مافيها، ألا العياره !




وينهي غازي الموضوع، حيث أنه تضايق من كلام بشاير على أمل، كما أن بشاير لاحظت
ذلك الشيء، وكانت كلما اقتربت منه أبتعد، إلى أن صارحها قبل اليوم الأخير من رجوعهم
ا إلى الكويت.


بشاير : غازي، أنا ودي أقولك شي؟

غازي : أي، تفضلي

بشاير : أنت مضايق مني ؟

غازي : لا بالعكس، ليش تقولين جذي ؟

بشاير : غازي، عليك الله، لا تخش عني شي !!

غازي : ماراح أخش عنك !

بشاير : أنت بحياتك وحده ثانية، صح ؟!

غازي بعد تفكير عميق : والله، شقولك ..

بشاير : أحلفك برأس خالتي، قولي ؟

صمت

غازي : بشاير، أنتي صغيرة، وحلوه، ألف من يتمناك، بس أنا بالي مع وحده غيرك !!!

بشاير : عيل ليش، خذيتني ؟!!

غازي : أمي الله يسامحها، أفرضتك علي !!

بشاير : يعني تبي تفهمني، أن ما كان لك دور برفضي!!

غازي : لما رفضت الزواج، أمي طاحت علينا، ودخلت المستشفى، والكل لامني، وبيني
وبينك، خفت عليها !

بشاير : وطبعا، أنا الضحية.

غازي : لا، العفو، أنتي معززه ومكرمه.

بشاير : أي معززه، ولي خليك، لوتنطبق السمى على الأرض، ماراح أسامحك، أنت
حطمتني !
غازي : بشاير، ليش تقولين جذي !؟

بشاير : عيل شتبيني أقولك، زين ماسويت فيني !

غازي : الله يسامحك

بشاير : الله يسامح الجميع، بس نرجع الكويت، يصير خير

غازي : شقصدك ؟!

بشاير : قصدي واضح، أحنا لازم ننفصل !

غازي : أعوذوا بالله، أنا ماخذيتك عشان ننفصل !




وتترك بشاير المكان بعصبية، وتصعد الغرفة، وكانت طوال الليل تبكي على حظها العاثر
، وفي الغد يذهبون للمطار، وتقلع بهم الطائرة إلى الكويت، وبعد الوصول، كانت باستقبالها
أمها، وتذهب معها، وغازي يرجع بتاكسي المطار، وتبدأ المشاكل الزوجية، وتنتشر بين
الأهل والأصدقاء، ويذهب غازي لمصالحة زوجته




غازي يطرق باب زوجته : بشاير

بشاير تفتح الباب وبصمت

غازي يقبل رأس زوجته : سامحيني يا الغالية

بشاير تلقي برأسها على صدر غازي وتنهار بالبكاء : ليش سويت فيني جذي ؟

غازي وهو يمسح على شعرها: أنا ماسويت فيك شي، أنا فعلا أبيك، ولا ليش خذيتك !

بشاير وهي تنظر في عينيه : قول والله

غازي : والله أني أبيك



وترجع بشاير إلى بيتها برفقة غازي، ولكن كل يوم يمر عليهما لا يخلو من المشاكل، وكانت
بشاير حادة في تصرفاتها مع غازي، مما أضطر غازي بالتفرغ للعمل، والمكوث في
المكتب أكبر فترة ممكنة، واستمروا على هذا الحال قرابة سنتين ونصف، وفجأة! وهو
جالس في المكتب، ويرتب أشيائه، يجد هدية من أمل، أهدت إياه في عيد ميلاده، ويسبح
بالأفكار بعيدا......




ويحاول الاتصال بها في البنك، وترد أمل على الهاتف، وكان لا يقوى على الحديث معها،
وعاود الكره ثلاث مرات على التوالي، كان صوت أمل دافئ، وفيه حزن كبير كالعادة،
ويستمر على هذا الحال يومين على التوالي، إلى أن تجرأ وتكلم معها.



أمل : ألووووووو

صمت

أمل : ألووووووو

صمت

أمل بعصبيه : ألوووووووووووووووووو

غازي وبصوت خافت : ألوووو

أمل : نعم

غازي : أمل

أمل : منو معاي ؟

غازي : ماعرفتيني؟!

أمل : غـــازي !!

غازي وهو متفائل : أي غازي، شلونك ؟

أمل : الحمد الله، تامرني على شي؟

غازي : أمل، شفيك أنا غازي !

أمل : وأنا أمل، إلي أستغفر الله، ركعت جدام ريولك، ولا حنيت علي !

غازي : يعني، شتبيني أسوي !

أمل : كان بيدك تسوي وايد !

غازي : خلينا نبدى صفحة جديدة، وأنا من أيدك هذي، لما هذي

أمل : لا يا غازي ,(تو ليت) , ومابي أشوفك, بهالصورة

غازي : آفااا، لهدرجة كارهتني؟!

أمل : غازي، أنا أطلقت من ريلي، لأنه يخوني، يعني إلي مارضيته لنفسي، مارضاه
لبنات الناس

غازي : أمل، أنا أفكر أطلق !

أمل : غازي، بنات الناس مو لعبه، وقلتلك، مابي أشوفك بهالصورة

غازي : شنو قصدك ؟

أمل : أنا طول عمري أشوفك شامخ، وقوي، مابيك تنكسر جدامي بآخر لحظة، وتصير
ذليل !

غازي : أمل، أنا تعبان، ومحتاجلك، تكفين لا تخليني

أمل : غازي، أنت محتاج لربك أكثر مني، قوم صلي ركعتين قبل الظهر، وادعي ربك
يفرجها عليك

غازي : أقولك، أنا محتاجلك !

أمل : غازي، أنا تحجبت، وحجيت الحمد الله، ورجعت لربي، ماتهقى شلون أرتحت، جرب
ترجع لربك، وأكثر من قراءة القرآن، وادعيلي معاك، مثل ما أنا أدعيلك في كل صلاة.

غازي : أمل، أنتي لما ألحين تحبيني ؟

أمل : غازي، أنا أحبك فالله



وتنقطع المكالمة بين الاثنين، ويفكر غازي في كلام أمل، وبعد فترة، ينفصل عن بشاير،
ويحاول يرجع لأمل، وكان يتصل بها وهي لا ترد، وغيرت كل أرقام تلفوناتها، وغيرت
عملها كذلك، وظل عايش على ذكراها.





تمت