الخميس، أغسطس ٣١، ٢٠٠٦

ولد أمه


الكثير منا يعرف مدي العلاقة بين الأم وأبنها، هذه العلاقة الإلهيه التي خص بها الله عز وجل، ومن هذا المنطلق تبدأ هذه الحكاية مع السيدة أم عبد الله التي لديها من الأبناء الذكور أربعه ، أكبرهم عبد الله المتوفى الذي مع والده في حادث سيارة، في السابعة عشر من عمره ، حيث أنقلبت بهم السيارة في طريقهم الى الشاليه ، وخالد الابن الثاني وفيصل الابن الثالث وطلال الابن الأصغر .


أم عبد الله ربة الأولاد الثلاثة ، خالد أنهى تعليمه الجامعي من الولايات المتحدة الأمريكية، وتزوج من بنات تلك البلد بعد السنة الثانية من وجوده هناك ، ولديه أبنتان ، وقبل رجوعه إلى أرض الوطن أبلغ والدته بخبر زواجه ، وفيصل تزوج من أحد الجاليات اللبنانية عن قصة حب، ولم ينجب أولاد ، مع العلم انه تزوجها بعد تخرجه من جامعة الكويت مباشرة ورغما عن أرادة والدته .




وطلال تخرج من أحد المعاهد التطبيقية المعروفة في دولة الكويت وتم تعينه في أحد البنوك ، وكان الأخير مثابر في عمله وتدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح نائب مدير فرع ، وكان كثير الالتصاق بأمه ، وبعد العمل وأثناء العمل يطمئن على والدته التي يسكن معها في بيت واحد، وكان الأقرب لها من باقي أخوته ، حيث أن خالد يسكن في شقه مع زوجته وبناته ، ويتطبع بعادات الأجانب من شرب الكحول والحفلات الصاخبة في نهاية الأسبوع ، الوضع الذي لا تقبل به والدته في بيتها ، حيث أنها متدينة .


أما فيصل فستأجر شقه قريبه من بيت زوجته رنا ، وأبتعد عن مشاكل والدته بسبب الإنجاب ، وكذلك فيصل يمتلك شخصيه ضعيفة تديرها تلك الزوجة المتعجرفة ، حيث أنه لا يستطيع فعل أي شيء دون الرجوع لها ، وحاولت رنا إبعاد فيصل عن أمه ، بسبب موضوع الإنجاب خوفا منها على زوجها, وعلى حياتها الزوجية ، التي دائما تحس بأنها مهدده بالخطر، بسبب موضوع الإنجاب .


ولم يبقى لأم عبد الله إلا طلال ، الذي كان لها الولد البار، في كل شيء، حتى في أمورها الصحية، وكل ما تملك، حيث أنه الوحيد الذي بقى لها، في هذه الدنيا .



و بعد أن أكمل طلال عامه الثامن والعشرين، طلبت منه والدته أن يتزوج ، ويكمل نصف دينه، حيث نفذت أعذار الزواج ، التي كان يتحجج بها، وطلبت منه كذلك بأن لا يخيب أملها فيه مثل أخوته ،
وأملها الوحيد أن تزوجه باختيارها ، وبعد مفاوضات مريرة، يوافق طلال على الزواج وباختيارها ، ولكن بعد موافقته .



وتبدأ الأم بعملية البحث عن زوجة المستقبل ، والمعروف عن طلال ، بأنه صاحب شخصيه قوية وقيادية ، وذو سمعه طيبة تشهد لها كل الناس ، ودخل بيوت كثيرة ، ولكن دون جدوى ، حيث كان شرطه الوحيد بأن يسكن مع والدته بعد الزواج طول العمر، ولكن كل بنت يحاول الاقتران بها ، ترفض ذلك الشرط بحجة الاستغلالية.


وبعد فترة من البحث، تجد أم عبدا لله الفتاة المناسبة له ، وهي من أحد الأسر الكويتية العريقة، وتوافق على شروط طلال، ويتم الزواج ، وتفرح أم عبدا لله بذلك النسب، وذلك الابن الذي شرفها بين الناس، ولم يخيب أملها مثل باقي أخوته خالد وفيصل، وتم عقد القران في أحد الفنادق الفاخرة، وتم تجهيز شقة طلال وزوجته
في الطابق الثاني ، وحسب ما تريد ، وبأفخر الأثاث ، وبعد سنه من الزواج ، حملت منيرة ، وأنجبت صبي سموه عادل ، على اسم والده ، وفرحت الجدة بالمولود، وبدى ملتصق بها حتى كبر هو وأبوه طلال .



وبعد أربعة سنوات ، دخل الطفل الحضانة، ومن ثم المرحلة الابتدائية، وتدهور حالت أم عبدا لله الصحية ، ودخلت المشفى ، ثم خرجت وعاودت الدخول مرة أخرى، بسبب حالتها الصحية، وبدت منيرة منشغلة عن خالتها، بسبب متابعتها للأولاد و زوجها .


وفي الفترة الصباحية تتابع الجدة أولادها، وعندما ترجع الزوجة من العمل تأخذ أطفالها ، وتنعزل في شقتها، بحجة التعب من العمل، ولا تنزل إلا مع زوجها، وبفرض منه ، وطلال لا يترك أمه حتى في السفر، حيث أنه كان يصطحبها معه في كل رحله .

وفي يوم من الأيام، تطلب أم عبد الله من منيرة طلب، بعد رجوعها من العمل ...

أم عبد الله : يمه منيرة، خلي عادل ينام عندي اليوم , أحس أني تعبانه
منيرة : لا خالتي ، أشلون أخلي عدولي ينام عندك، شنومني .
أم عبد الله : بس يبنيتي عشان أذا تعبت تالي الليل أدزه لكم ، وين فيني شده أركب فوق .
منيرة : لالالا خالتي ، هذا ياهل شعرفه هالسوالف، ومابي أخرعه، أخلي الخدامة تنام عندك، وبدال الوحدة عندنا عشرة، ولا عدول عشان ينام عدل وراه مدرسه ، عن أذنك خالتي بروح أنام تعبانه من الشغل


وتتركها مودعه بكل أنانيه ، وحرمتها من حفيدها، وفي العشاء يحضر طلال إلى المنزل، وكعادته يدخل على والدته، ويتعشى معها، قبل ذهابه إلى شقته في الطابق الثاني، ويلاحظ بأن أمه متضايقة بضع الشيء، ويلح بسؤالها، ولكن لا تجيب على استفساراته


طلال : يمه عسي ماشر، شفيك ؟
أم عبدالله : ماشر بس، مالي خلق .
طلال : افا عليك ، تعوذي من بليس، وقوليلي شفيك .
أم عبدالله : طلال ، ترى مالي خلقك !
طلال : معناتها فيك شي، ماراح أتركك لما تقو ليلي أشفيك .
أم عبدالله : والله شقولك يوليدي ، ماودي أسوي مشاكل !
طلال : يعني في شي ؟!
أم عبدالله : لا شي عادي
طلال : طيب ، قوليلي حيرتيني .
أم عبدالله : لا ، اليوم طلبت من مريتك تخلي عادل ينام عندي ، أحس أني تعبانه شوي ، وعيت .
طلال : سهله هذي يما أفا عليك ، ألحين أدزه لك .
أم عبدالله : لا يوليدي ، طاب خاطري ، خله عند أمه
طلال : ألحين أرجع لك بعد أذنك .
أم عبدالله : طلال، أسلمك لا تهاوش معاها .
طلال : لا تحاتين، خلي الموضوع على ، ولا يصير خاطرك ألا طيب




ويصعد طلال إلى شقته ، دون أن ينظر إلى زوجته ، الجالسة على الأريكة ، ويتجه إلى غرفة النوم ، ويسحب فراشه ، وينزل إلى الطابق الأرضي، وكانت زوجته تناديه، ولكن دون أجابه منه ، وتتفاجأ والدته من حضوره .


أم عبد الله : عسي ما تهاوشت معاها ؟
طلال : لا، بس خذيت فراشي ونزلت .
أم عبدالله : لا يوليدي ، أرجع لمريتك .
طلال : يما ، مو أهيا تبي ولدها، وما تستغني عنه ؟
أم عبدالله : أي ، بس شتقصد ؟
طلال : وهم أنتي تبين ولدك ، وما تستغنين عنه ، كل وحده عندها ولدها، محد أحسن من الثاني .
أم عبد الله : الله ، انت واحد وما يفوتك شي .


وتعجب أم عبد الله من الفكرة، وفي تصرف طلال الحكيم ، وفي نهاية اليوم الثاني ، تتصل منيرة على زوجها طلال ، وتسأل عن سبب تركها ، والنوم في الطابق الأرضي ، ويجيبها طلال ....



طلال : أنتي لما أمك تتعب ، أمنعك عنها ؟
منيرة : لا
طلال : أمي تقولك خلي عادل ينام عندي ، تهيولتي ؟
منيرة : موقصدي ، سامحني وأبيك تفهمني .
طلال : مو أنا إلى أسامحك ، أمي لازم تسامحك بالأول، وبعدين أنا




ويسكر الخط بدون سابق إنذار، وتنزل منيرة للطابق السفلي مسرعه، وتلتقي على أرجل أم عبد الله وتطلب منها السماح والمغفرة، وتهل الدموع بينهما ، وتشرح لخالتها بأنها لاتقصد الأسائه، وتتوجه لطلال ، و تطلب منه السماح ، وتنزل هي وأولادها يعيشون مع الجدة في الطابق السفلي ، وتقوي علاقتهما أكثر من ذي قبل ، وتستمر حياتهما بكل سعادة وسرور.



تمت



16 Comments:

Blogger Diver said...

ننطر هلقصص كل يوم و تحط قصة يديدة الا كل جم شهر
ترى البخل مو زين

١٠:١١ ص  
Blogger الاء سعود المجيبل said...

ههههه مو هين طلال والله يعجبني عرف اشلون يتصرف معاها...:)

حلووة القصه هالمرة فيها درس يديد وحلو...:)

يعطيك العافيه...:)

٤:٣١ م  
Blogger Nunu-San said...

Very smart Talal =)

٤:٤١ م  
Blogger غريب said...

شكرا للجميع
مع تحياتي
غريب

٣:٤١ م  
Blogger vinus said...

برافو والله تصرف طلال حكيم على كل حال انا مشتاقة لقصصك والله يا غريب و آسفة على التقصير بس كنت فشغولة و اتمنى لك المزيد الاجمل واتمنى ترد تزور صفحتي فيها اشياء رح تعجبك و على فكرة انا تليفوني اخترب و راحت كل الارقام عنه و ما عندي رقمك فاتمنى سماع صوتك مرة ثانية

١١:٣٦ ص  
Blogger ReLaaaX said...

قلعة جبح ايجبحها


:) اهم شي انها تعلمت وصارت خوش مره


منتظرين جديدك

٢:٥٧ ص  
Blogger غريب said...

شكرا للجميع
مع تحياتي
غريب

٦:٢٢ م  
Blogger Diver said...

مبارك عليكم الشهر
و كل عام و انتم بخير
و ان شاء الله تعودونه بالصحة و الخير و العافية

١٢:١١ م  
Blogger غريب said...

دافير
مشكور

١:٤٤ م  
Blogger الاء سعود المجيبل said...

مبارك عليك الشهر...:)

١٢:٤٥ م  
Blogger الاء سعود المجيبل said...

ما تشوف شر يالغالي سمعت انك مريض ورايح تتعالج بره؟!!

الله يقومك بالسلامه ان شاء الله وما تشوف شر..

١٢:٢٨ ص  
Blogger freeq8 said...

خوش قصه مؤثره وجميله ... وفيها من العضه والحكم الكثير ... وهى من السهل فهمه ومعرفته
موفق

٤:٠٩ م  
Blogger غريب said...

شكرا للجميع
كويتيه ماقصرتي انشالله كل شي يكون بخير مشكوره

٢:٥٨ م  
Blogger yokin2007 said...

قصة حلوة تسلم ايدك:)

١٠:٣٣ ص  
Anonymous غير معرف said...

والله أضحكتنا يا آخر تعليق. الريكلي بعاينو وطراطق أديانننننا.

٥:١٧ م  
Blogger Q80-ChillGirl said...

عجبني ذكاء طلال و فطنته :>

لحد الحين هذي اول قصه يمر علي فيها شخصية رئيسية بهالذكاء

تغيير حلو بنمط القصص

١:٢٨ ص  

إرسال تعليق

<< Home