الخميس، نوفمبر ٠١، ٢٠٠٧

في مهد الطفوله الجزء الأول


سامي أبن العشر سنوات طفل مفعم بالرومانسية، ولكن كان يكبت كل عواطفه بداخله، ويعيش أحلام ورديه،
يطير بها فوق السحاب, سامي دق باب قلبه الحب في فتره مبكرة، أي عاش طفولة أكبر بكثير من سنه، ولا
نستغرب، حيث كما قالوا من سبقونا بهذا المجال، بأن الحب لا يعرف صغير وكبير، سامي مولع بأشجان أبنة
التسع سنوات، من أول يوم تزور أشجان به بيتهم مع والدتها أقبال، صديقة والدته بالعمل، واليوم الذي يسمع
بأنها سوفه تحضر هي أم والدتها، تبدأ لدى سامي طقوس الذرابة، وترتيب شعره ولبس أفضل ما لديه من
ملابس، وكان يحلم بأن يقترن بها، ولكن كيف، كانت هذه المعضلة الوحيدة لدي سامي، وكان يكتفي
بالجلوس أمامها، والحديث معها، وكان يتخيلها أمامه كل ليله، ويتخيل بأنه يتحدث معها، أي انه كان حب من
طرف واحد، وكان يتمنى أن يكتمل، ولكن كيف؟ وهو يخشى أن يفاتح أشجان بالموضوع، وتبلغ والدتها
بجرأة هذا الطفل، ويحرم من رأيتها، ويعاقب من قبل أمه، وبالنهاية تكون العملية خسرانه، إلى أن في يوم من
الأيام، تبلغه أمه بأنهم مدعوين في بيت جدة أشجان بعد صلاة المغرب، وعلى الفور يقوم سامي بترتيب نفسه

كما ذكرنا سلفا، وتستقبله والدة أشجان عند باب المنزل، ويدخل سامي مع أمه



إقبال : هلا، ياحى الله من يانه، والله هذي الساعة المباركة

أم سامي : الله أحيج، ساعتج أبرك

إقبال تقبل سامي: هلا بوليدي

سامي بخجل: هلا خالتي

إقبال بصوت عالي : شجونه

أشجان : نعم ماما

إقبال : تعالي ماما، أخذي سامي يلعب معاكم


وتأتي أشجان بسرعة البرق، وتلقي التحية على سامي، وتقبل أمه، وتأخذه إلى السرداب في بيت جدتها، وكان
هناك أخوها الصغير، وابنة خالتها، إلى أن بدئوا يجلسون لوحدهم، ويتبادلون الحديث على انفراد، بعد اللعب
لعدة ساعات، وكان سامي في تلك اللحظات يحاول شد انتباه أشجان الصغيرة، بعمل حركات بهلوانية بالدراجة
الهوائية، وبالقفز من على خزانة الأواني الموجودة بالسرداب، والقفز على الكراسي الموجودة في السرداب،
مما أثارة إعجاب تلك الصغيرة، وخلال تلك الفترة، أشجان تنوي أن تبلغ سامي عن شيء، ولكن كانت مترددة
بضع الشيء


أشجان: سامي، ودي أقولك شي
سامي: شنو؟
أشجان تحرك شفايفها وتتهجى كلمة: أحبك !!

سامي بستعباط : شنو! كهف!!

أشجان : لا، أنت عارفها، بس تسوي نفسك، مو عارفها

سامي: والله العظيم، ما عرفتها، وصلات أمي وأبوي!!



وفي تلك الأحداث، تنادي أم أشجان عليهم، لكي يتركون المنزل، وتكتب كلمة احبك على ورقة اقتصتها من
علبة محارم الورق، وتتركه وتركض مسرعه إلى فوق، وينظر سامي للورقة، ويحتفظ بها في جيبه، بعد ما
أثلجة صدره، ويلحق بها وبخطوات مثقله، تملأها الثقة بالنفس والغرور، وكان طوال الطريق، طاير بذكراها،
ويفكر بالورقة التي أحتفظ بها في جيبه، وظل على هذا الحال لمدة أسبوع، وكان يجب أن يفعل شيء لكي
يتصل بها ويتحدث معها، وبالصدفة يرى أجندة تلفونات أمه بجانب الهاتف، وبسرعة البرق يأخذ منها رقم
تلفون والدة أشجان لكي يسمع صوتها، وبالفعل يتصل ويسمع صوتها، ويستمر على هذا الحال لمدة يومين،
حتى تجرأ سامي وتحدث معها بكل جرأة


أشجان وبدلع : هلووووو
سامي متردد : ألوووو

أشجان : منوووو؟

سامي : أنا سامي

صمت
سامي : ألووووو

أشجان تقطع المكالمة، ويعاود سامي المكالمة بعد تفكير عميق، وكان دقات قلبه سريعة

سامي : ألووو
أشجان : منو؟
سامي : أشجان، أنا سامي
أشجان : ها سامي، شنو تبي؟
سامي : أبي أسولف معاك، ما تبين؟!
أشجان : لا عادي، بس أخاف أحد يشيل التلفون
سامي : وين أمج ؟
أشجان : أمي طالعه مع بابا، ليش ؟
سامي : اشوه، عبالي أهني، أنزين متى بيون؟
أشجان : مادري؟
صمت
سامي : أشجان، أنتي بأي مدرسه؟
أشجان : فجر الصباح
سامي : أي, أنزين إذا بكلمك باجر، متى أكلمك؟
أشجان: بعد ما يخلص السندباد البحري , وراح يكون بابا وماما نايمين
سامي : أنزين، عيل لما يخلص السندباد، دقي علي!
أشجان : لا، أنت دق أحسن، أخاف أمك تزفني
سامي : لا، ماتزفك أذا شالته، صكيه
أشجان : لا، مابي، أخاف
سامي :ترى باجر، بنروح معاكم الشاليه
أشجان : مو باجر، انتو بتيون اليمعه
سامي : أنا عندي طراد كبير، بييبه معاي
أشجان : ماما وصلت، باي باي باي



وتسكر أشجان الخط، خوفا من والديها، وبعد يومين يذهب مع والدته لشاليه أشجان، وكانت هي وأخوها
يسبحان في البحر، ويذهب سامي للحاق بهما، واللعب مع حبيبته الصغيرة، ويحاول أن لا يضيع أي دقيقة
معها، ويستثمر كل وقته للنظر في عيناها، ولكن دون أي تعبير يذكر، كان شديد الحياء، ولا يستطيع أن يعبر
عن ما في داخله بالشكل المطلوب، ويرجع ذلك لصغر سنه، ولكن قلبه كان ينبض بالحب الصادق لأشجان



وتستمر اتصالات العشاق الصغار لمدة شهرين، وتستمر الزيارات إلى عطلة الصيف، وتسافر أشجان إلى
أوروبا برفقة والديها، وسامي يتجه مع ذويه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لزيارة عمه، وقضاء عطلت
الصيف هناك، ولمدة ثلاثة شهور، وفي تلك الفترة كان يتذكر كل كلمه قالتها له أشجان، وكان ينتظر الرجوع
إلى أرض الوطن بفارق الصبر

وبعد وصوله، وفي اليوم التالي، يتصل في الصباح، ويكتشف بأنها في المدرسة، حيث أنها ليست من طلبة
التعليم الحكومي، ولكنها من مدراس التعليم الخاص، ويعاود الاتصال بها في فترة الظهيرة، كما كان يعمل في
السابق قبل السفر

أشجان : هلوووو
سامي : الووووووو
أشجان : منو؟
سامي : ما عرفتيني؟
أشجان : بتقول منو، ولا بصكه؟!
سامي : أنا سامي، شفيك؟
صمت
سامي : الو الووووو
وتسكر الخط
ويعاود الاتصال
الخادمة : هلوووو
سامي : ها (جاندرا)، شلونج ؟
الخادمة : أنا زين، شنو يبي ؟
سامي : وين أشجان ؟
الخادمة : أشجان داخل حمام، (شامي) أنت لما يصير كبيره، يبي يتزوج أشجان؟
سامي : أي
الخادمة : أنزين، أنت شنو جيب حق أنا؟
سامي : كل شي، ذهب وساري.....
الخادمة بفرح شديد : أشجان، شامي يجيب حق أنا ذهب وساري، لما يسوي أنتي عروس!!
أشجان تأخذ منها السماعة : هلوووو
سامي : على ما نكبر، ونتزوج، إلا خدامتكم امفنقشه!!
أشجان : إنشاءالله أمك إلي تفنقش !!
سامي : ها، ليش؟
أشجان : شنو ليش، يعني ما تدري أنها مثل أمي، وأنا ما ارضى عليها، صج انك ولد شوارع !!
وتسكر الخط دون سابق إنذار



كانت أول صدمه يعرفها قلبه، وليس لديه من الخبرة لكي يتصرف التصرف السليم، ومن كثر ما كان قلبه
متعلق فيها، كان يقطع من منطقه لمنطقه مشيا على الأقدام، والمكوث بقرب منزلها، عل وعسى يراها، ولو
للحظات، وتعرف على كل الأطفال الذين يقطنون بالقرب من منزلها، ويكتشف بأنها على علاقة مع ولد اسمه
طلال، يفوقه بالجمال والجرأة، وكان سامي يغار منه غيره مميته، بسبب سرقته لقلب أشجان

وبعد مضي خمس سنوات من متابعته لها، يراها بالصدفة في المدينة الترفيهية، وكان بعمر ستة عشر سنة،
تنظر له أشجان بنظرة دونية، مما أثارة حفيظة الشاب الصغير، وعلى الفور يغير بالاتجاه المعاكس، لكي لا
يراها، وكان يتألم من الداخل، ولازال يمر بجانب بيتها على أمل أن يراها صدفة، ولو من بعيد، إلى أن حل
الغزو الغاشم على دولة الكويت سنة 1990، وكان بعمر 19 سنة، وكان يتجول في احد(البسطات) المعروفة
آنذاك، تمر بجانبه أحد الفتيات.


الفتاة: سامي
يلتفت سامي باستغراب شديد: هلا والله
الفتاة: ماشاءالله عليك ما تغيرت، هذا أنت، بس إلى تغير علي، اللحية والشوارب!
سامي باستغراب شديد: عفوا، منو حضرتج ؟
الفتاة: هوو ، ما عرفتني؟!
سامي: لا والله للأسف، ما عرفتج؟
الفتاة: أنا أشجان، إشفيك؟! والله ماعرفتني؟!!
سامي: أي أشجان؟!
أشجان: أنا أشجان بنت إقبال، معقولة نسيتني؟!
سامي: أشجان، ماشاءالله وايد تغيرتي، اشلونك واشلون الاهل؟
أشجان: والله الحمد لله ، وأنت اشلونك واشلون خالتي سبيجة؟
سامي: والله الحمد لله ، بس اهي مو بالكويت، اهي بمصر
أشجان: ما في أخبار عنهم؟
سامي: لاوالله، ما في أخبار عنهم وأنتي تدرين الخطوط مقطعة، وصعب الاتصال فيهم !!
أشجان: ويييي ، وشتبي تسوي ؟
سامي: اشبسوي؟! ابنطر لما الله يفرجها، أشجان أنا مضطر امشي، توصني على شيء؟
أشجان: لا، الله وياك، سلم على الأهل
سامي: الله يسلمك


ويودع سامي أشجان، وكان قلبه يعتصر، ولا يوجد أي مبرر من تصرفه، ولكن في نفس الوقت، كان يحس بان
أشجان لا تفكر به ، وكان سبب وقوفها معه الظروف الراهنة التي تمر بها البلد، ولو كان الوقت غير الوقت،
لن تقف معه، وتنظر له كما كانت تنظر له في السابق، ولأول مرة سامي لم يوليها ذاك الاهتمام، الذي كان
يوليها إياه في السابق، وبعد مرور أسبوع من ذلك اللقاء، وسامي مستلقي على سريره


سامي يرد على الهاتف: ألووو ألووو ألوووووو
ينقطع الخط
سامي يرد على الهاتف وبنبرة حادة: ألوووووووووووو
الطرف الآخر: مرحبا
سامي: أهلين
الطرف الآخر: سامي؟!
سامي باستغراب: عفوا، منو معاي ؟
الطرف الآخر: وحدة معجبة !
سامي: معجبة ؟! ومن وين لج تلفوني؟
الطرف الآخر: طلعته !
سامي: لا، اشلون طلعتيه ؟! لا تقولين انك طلعتيه من الدليل، لازم تعرفين أنا مو قاعد في بيتنا !!
الطرف الآخر: أدري، أنت قاعد ببيت عمك علي !
سامي: ها، اشلون عرفتي ؟ بتقولين منو أنتي ولا اشلون؟!
الطرف الآخر: والله يا سامي شقولك، مو جنه صعبه شوي، خلها بعد فترة راح أقولك منو أنا !
سامي: والله بصراحة، أنا ما أحب اكلم احد ما اعرفه ، إذا ما قليتيلي، راح اضطر اسكر الخط
الطرف الآخر: والله صعبه اشوي
سامي بعصبيه: أنزين، عيل يالله، باي
الطرف الآخر: لحظة لحظة أنزين اصبر اشوي، أشفيك الله يهديك
سامي: أهـــــوه، ترى جد، مللتيني !!!
الطرف الآخر: أنزين أنزين، بقول خلاص، بس تعطيني الأمان ؟
سامي: يعني اشلون يعني، تعطيني الأمان؟؟
الطرف الآخر: يعني، ما أبي احد يدري بالموضوع، والموضوع يكون بيني وبينك
سامي: أنزين، عطيتج الأمان
الطرف الآخر: لا، احلف، أن محد يدري بالموضوع؟
سامي: والله العظيم، محد راح يدري بالموضوع
الطرف الآخر: سامي، أنا أشجان !!
سامي: أشجان، أي أشجان ؟!
أشجان: أنا أشجان، بنت إقبال
سامي: أشجان، ليش ماقلتي انج أشجان !!
أشجان: والله، بصراحة خفت منك
سامي: خفتي مني، يوم انج ما عندج ثقة بنفسك، ليش داقه؟!
أشجان: سامي، اشفيك قاعد تكلمني بهالنشافه، متضايق من اتصالي؟!
سامي ينبش الماضي: لا بالعكس،بس أنتي تذكرين اشقلتلي وحنا أصغار؟
أشجان: اشقلتلك؟
سامي: ما تذكرين، يوم قلتي أني (ولد شوارع)، اشلون معجبة فيني الحين ؟!
أشجان: أنا قلتلك جذي ؟!
سامي: أي قلتي، وقلتي أنشاءالله أمك تموت بدل (جاندرا) !!
أشجان باستغراب: أنا أقول جذي عن خالتي سبيجة، سامي حرام عليك؟!
سامي: للأسف، قلتي
أشجان: ( NO WAY )، استحالة أنا أقول جذي عن خالتي!!
سامي: بس على فكرة، أنتي صحيتي فيني شغله؟؟
أشجان: شنو؟
سامي: مفروض، الواحد ما ينظر للخادم نظرة دونية
أشجان: هذي مو خادمة، هذي مربيتي، بحسبة أمي
سامي: يعني ذكرتي الموقف؟!
أشجان: لا والله ماذكرته، ذاك الوقت كنا يهال، شتقول أنت، وأنا لا يمكن أقول عن خالتي جذي؟
سامي: وطلال ؟!!
أشجان باستغراب: أي طلال؟
سامي: بس خلاص، انسي الموضوع
أشجان: أنسى الموضوع، مرة تقولي الخادمة، ومرة تقولي طلال، يا أخي طلع إلي بقلبك
سامي: إلي بقلبي أنتي، ومافي بقلبي غيرج أنتي !!
أشجان: يابعد قلبي، أنت
سامي: عاد تدرين، من ذاك الوقت، للحين ما دشت وحدة بحياتي
أشجان: علينا !!!
سامي: وغلاتك عندي
أشجان: يا بعد عمري، أي هذا الكلام إلي يفتح النفس
سامي: تدرين عاد، أنتي بذيك الفترة، عقدتيني، صار ما عندي ثقة بنفسي
أشجان: لا، لا تقول جذي، والله ضميري أنبني
سامي: عيل أنا شقول، ثمان سنين وأنا متعذب
أشجان: والله، شقولك كل هذا، بسبتي؟
سامي: أي، عيل بسبت منو؟! أنتي تدرين بهالثمان سنوات، ما كان في بالي، إلى أنتي
أشجان: صج !!
سامي: أي صج، طبعا وأنتي ولا حاسة
أشجان: ومن قالك، أني مو حاسة؟!
سامي: اشلون؟
أشجان: تدري أني كنت أتلقط أخبارك من كل مكان، ولما كنت اسمع أي خبر عنك، كنت أقط أذني معاهم
سامي: أنزين، من منو تسمعين أخباري؟
أشجان: من أمي طبعا، تذكر من سنتين لما دخلت المستشفى، بعد حادث السيكيل ؟
سامي: أي !!
أشجان: واي، يا سامي، ما تهقى شصار فيني، بغيت أموت
سامي: يوم أنج جذي باغيتني، عيل ليش تصددين عني ؟
أشجان: أنا ما اصد عندك، أنا كنت استحي منك
سامي: أي تستحين مني، الله هديك، كنت تنظريلي باحتقار !!
أشجان: أنا، سامي، حرام عليك !!
سامي: والله، كل ما شوفج، تطالعيني باحتقار، وتلفين ويهج عني !!
أشجان: لا والله، أنا كنت استحي منك، ولما أشوفك مادري وين أودي ويهي، أنا أصلا كلش مو من هالنوع !!
سامي: والله، مادري شقولج؟
أشجان: بصراحة، ضيقت خلقي
سامي: لا ضيقت خلقج ولاشي، المهم انج أنتي معاي، مو تهديني بعد !!
أشجان: أهدك !! (NO WAY )، ما يفرقني ويالك، إلى الموت