الخميس، مارس ٢٢، ٢٠٠٧

القرار الجزء الأول

رهام تزوجت من حمد بعد الانتهاء من الثانوية العامة مباشرة، وكان حمد بالنسبة لرهام، فارس الأحلام المنتظر، ولا يرد لها أي طلب، وكانت كثيرة الدلع والدلال، وإذا طلبت الشيء، يجب أن يكون حاضر بالمساء
.

وبعدها تلتحق رهام بالجامعة لتكملة دراستها، وتمضي السنين، وتنهي رهام الدراسة، برفقه زوجها المتواضع في التعليم, أنجبت رهام صبي أسمته بدر على والدها المتوفى، وهي في سن العاشرة، وأنجبت بدر خلال فترة دراستها في الجامعة.




حمد يحتفل بتخرج زوجته من الجامعة، وعيد ميلاد ابنه بدر، في نفس الوقت، وكانت الأسرة الصغيرة سعيدة بما حققته
من إنجازات.
حمد : أم بدر مبروك التخرج

رهام : الله أبارك فيك

حمد : والله من زمان ما فرحنا

رهام : أنت الله اهديك، حاكر نفسك بالدوام صبح وعصر
.
حمد : شسوي، انتي تدرين الراتب ضعيف، وأنا بعد الله خير، ما عندي شهادة
.
رهام : احنا فيها، ناخذ إجازة دراسية أنا معاك، ونكمل

حمد : بعد ما شاب، ودوه الكتاب، انتي من صجك، مالي خلق
.
رهام بدلع : عيل خلني أروح أنا أكمل
!
حمد ينضر لها بنص عين : لا، متفرغة جنك اليوم
!
رهام : عفيه حبيبي، الله اخليك
.
حمد : رهام، أنتي ينيتي، وبدور من يجابله؟

رهام : إذا المشكلة بدوري، أوديه عند أمي
.
حمد : أنا أقول بلعي العافية أحسلك
.

وينهي الاثنان الحديث، وتمضي السنين والكل مشغول بعمله، حمد في الدوام الصباحي والمسائي، لتوفير متطلبات الحياة، ورهام في عملها أصبحت مرموقة، ويعتمد عليها من قبل المسئولين, رهام في تلك اللحظات تغيرت معاملتها مع حمد بضع الشيء، بسبب موضوع الدراسة في الخارج، مع العلم بأن حمد لا يرد لها طلب وكل طلباتها مجابه ماعدا ذلك الطلب
.

وبعد ضغط شديد من أم حمد، يوافق حمد على ذهاب رهام إلى بريطانيا لتكملة دراستها في الماجستير، وتترك بدر الصغير عند والدتها، وتبدأ مراسيم التسجيل في الجامعة، ورهام تتعرف على أحد الطلبة يساعدها في عملية التسجيل، ويبدوا ضاري مهتم فيها اهتمام شديد، ويتبادلون التلفونات، وضاري يحاول أن يلتقي برهام خارج الحرم الجامعي، وكانت ترفض بشده، مع العلم بأنها على اتصال معه كل يوم، وأصبحت علاقتها بضاري قويه من خلال وسائل الاتصال.




وفي أحد المرات ضاري يلتقي برهام في نهاية عطلت الأسبوع في أحد الأسواق المعروفة هناك، ويدعوها بشده على فنجان من القهوة، ولم تستطيع المراوغة من الدعوة، واضطرت لمرافقته في أحد المقاهي المنتشرة في نفس الشارع، وبعد تلك المقابلة رهام تبدو مرتاحة من ضاري، وأصبح موضوع الخروج معه شي طبيعي، وتتكرر اللقاءات بينهما، إلى أن ضاري في أحد المرات يصارح رهام بشي كان يخفيه
....

ضاري : رهام

رهام : نعم

ضاري : ودي أقولك شي، بخاطري أقوله لك، من زمان
!
رهام : شنو؟

ضاري : توعديني، أنك ما تزعلين ؟

رهام : أوكي
.
ضاري : رهام، أنا كثير معجب فيك
!!
رهام وبان عليها الخجل : ضاري، أنت شقاعد تقول، أنا وحده متزوجة
!
ضاري : مو هذا إلي ذابحني، وأنا أعرف نفسي، مقرود
.
رهام : والله مادري شقولك، فاجأتني، ما توقعتك تقولي جذي
!
ضاري : رهام، أحنا أتفقنا من البداية بدون زعل، هذي مشاعري، حاولت أوصلها لك، أما أنك تأخذينها، أو أنك تخلينها.
رهام : أنا مطره أمشي، بعد أذنك

ضاري : رهام، أنا ماودي أنك تتركين، بس أرجو أني ما أكون جرحتك، وأكون نجحت في توصيل مشاعري

رهام : أوكي، يلا باي.


وتختفي رهام من المكان بسرعة البرق، ويمضي على الموضوع قرابة ثلاثة أيام لم يراها، ويحاول الاتصال بها في المنزل، ويكتشف بعد اتصاله بها، بأنها تعاني من أنفلونزا حادة.


ضاري : هلا رهام
رهام : هلا ضاري
ضاري : انتي وينك؟
رهام : أنا مريضة
ضاري : رحتي الطبيب؟
رهام : لا، رحت الصيدلية، وعطوني نايت نيرس.
ضاري : رهام بدلي، ألحين يايك عندي خوش طبيب.
رهام : لا، ماتسوى الدنيا ليل، وبره برد، لا تبهذل حالك
ضاري : يبا، قلتك بدلي، ألحين يايك، يلا باي.
رهام : ضاري


ويقاطعها ضاري ويتجه أليها مسرعا، وينقلها لأقرب مستشفي، ويدفع مصاريف العلاج والمستشفي، ويكون ملتصق بها إلتصاق شديد طوال فترة علاجها، وكان يعد لها الحساء بنفسه، حتى بدأت رهام تتأثر بضاري، وعاشت معه قصة حب جديدة في الغربة البعيدة، وبدأت تعيد حساباتها في ضاري من جديد، وعادت سيناريو القهوة التي ذكرناها سلفا، وبدأت ترضخ لضاري ومطالبه، وعاش معها في نفس المكان، وتناست رهام بأنها امرأة متزوجة، ولديها طفل ينتظرها في أرض الوطن، وبدأت اتصالاتها تقل لزوجها وأبنها، مما أدى لثورة شكوك الزوج حمد، مع العلم بأن ضاري الصديق المقرب لحمد أيام الثانوية، والعجيب بالأمر بأن ضاري أعترف لرهام بهذا الشيء، ولكن الاثنين لم يبالوا لمشاعر حمد المسكين.



ويحاول حمد زيارتها في بريطانيا، ولم يكتشف أي شيء، حيث أنها شديدة الحرص في تلك الأمور، ولكن يلاحظ بأن رهام متغيره في تعاملها معه بضع الشيء، وتبدأ ثورة الشك، ويضع رهام تحت المراقبة، ولكن كانت هي الأخرى ذكيه، لدرجه حتى بعد رجوعها للكويت كانت تتقابل مع ضاري في السر، ولم يستطع حمد اكتشافها.

الخميس، مارس ١٥، ٢٠٠٧

القرار الجزء الثاني


وفي أحد الأيام، رهام كانت مع ضاري بسيارته، يقف بجانبهم حمد بالصدفة عند إشارة
المرور، ويلتفت حمد شماله يجد زوجته مع واحد غريب، وتقع عينه بعينها، ويقطعون
الإشارة الضوئية، ويلحق بهم حمد وبعد مراوغة شديدة يستطيعون الفرار، وكان حمد
يحاول أن يتصل بها على جهازها الخلوي، ولكنها لا تجيب، وذهب للبيت ينتظرها....





وتلاحظ رهام بأن ضاري تغير معها تغير مفاجئ بعد تلك الحادثة، وبدا خائف من
المشاكل التي سوفه تواجه مع زوج رهام، وخاصة بأنه صديق الدراسة، ويوصلها إلى
سيارتها ويتركها، ولاحظت بأنه لن يقف معها وتخلا عنها، وكانت علاقتها معه
مجرد نزوة عابره، وكانت الصدمة الكبرى لها، وعليها أن تواجه الموقف لوحدها.
وتذهب لأحد
صديقاتها وتغير ملابسها، وتطلب المشورة من صديقتها، التي طلبت منها الإنكار وعدم
الإفصاح بشيء، وهي التي طلبت منها تغير ملابسها وأعطتها الملابس.



وترجع رهام إلى البيت، و كاهليها مثقل من هول المشكلة التي سببتها لنفسها، وعليها
دفع ثمنها لوحدها، كما حست بأن الشخص الذي خانت زوجها على شانه لا يستحق كل
هذه المغامرة، التي لا يحمد عقباها، وترجع بيتها وتحاول أن تتمالك أعصابها
.


حمد : أنتي من كنتي معاه ؟

رهام : كنت في بيت شروق، ليش؟

ويرفع حمد يده ويضرب رهام بوحشيه، وتأتي أم حمد وأهله حتى يسقط حمد على
الأرض مغشيا عليه، وينقل إلى المستشفي، ويتجمع كل الأطباء عليه، وفي تلك الأثناء
تحاول رهام الاتصال بضاري، ولكن لا يجيب، وقفل جهازه الخلوي، وشغل خط البيت،
مما أكد لرهام بان ضاري كان يستغلها لرغباته وشهواته فقط، وتتصل أم حمد برهام
لكي تحضر للمستشفي، وتذهب

رهام إلى المستشفى، وبعد وصولها تلتقي أم حمد.



رهام : ها خالتي، شلون حمد؟
أم حمد : يمى رهام، شنو المشكلة بينك وبين حمد؟
رهام : لا، ماكو شي !!
أم حمد : شلون ماكو شي!! يمي، صارحيني؟
رهام : والله ماكو شي!
ام حمد : ماكو شي!! رهام، حمد أنشل، وتقولين ماكو شي !!
رهام تصرخ بصوت عالي : لا، لا تقولين جذي، خالتي حمد بصير زين..


وتركض لغرفة العناية المركزة بدون شعور، ويخرجونها من الغرفة، حيث أن حمد حالته
سيئة للغاية، وكانت رهام ملاصقه له طوال فتره مكوثه بالمستشفي، حتى استقرت
حالته وخرج من المستشفي، ويبدأ مسلسل تأنيب الضمير، حيث أدى ذلك الحادث إلى
تدهور حياة حمد، حيث أنه أصبح مقعد، ولا يتكلم من هول الفاجعة التي ألمت به،
وتغيرت رهام تغير شديد، حيث أنها استقالت من العمل، وتفرغت لرعاية زوجها المقعد
وأبنهما بدر، وفي أحد المرات بعد مرور سنه على تلك الحادثة، رهام تسأل حمد
..
رهام : حمد، أبي أطلبك طلب، أذا لما الحين لي عندك خاطر
..
ينضر لها حمد بشغف

رهام : حمد، سامحني، مابي شي من الدنيا، الا رضاك

حمد يلتفت للجهة المقابلة، ويصد عن رهام
.
رهام : حمد، ولي سلم عمرك، لا تصد عني، والله تعذبت
!
حمد ينطق للمرة الأولى بعد الحادثة : وأنا إلى صار فيني، من فعايلك شويه
!!
رهام : حمد، الله اخليك خلاص، انسي إلى فات، خلنا نبدأ صفحه يديده
!
حمد : صفحه يديده!! أنا كتابك بكبره سكرته، ولا أبي أتصفح فيه
!!
رهام : حمد، لهدرجه كرهتني؟ أنا رهام حبيبتك، لا يمكن راح تنساني
.
حمد : كا، أنتي نسيتيني! ونسيتي ولدج! وخنتيني، ومع منو، مع واحد من ربعي! آخ
لو طوله أيدي، جان قطعته وغسلت فضيحتي، بس آخ ما طالت أيدي.
رهام : حمد، لا تعب نفسك، علشان خاطري
.
حمد : وايد مشيت على خاطرك، حياتي ما تمتعت فيها عشان خاطرك، اكرف ليل نهار
عشان أنتي تستأنسين وتأخذين شقاي، ومو بالعين شي، وكلا مو عاجبك!!
رهام تصرخ : حمد، أرجوك يكفي
!!
حمد : يكفي، أنتي تحسين مثلنا، ما أعتقد
!!
وتنهار رهام من البكاء، وتنزل تقبل رجلين حمد، ويشدها حمد من شعرها
!!
حمد : رهام، أنتي طالق، طالق، طالق، وأبيك تطلعين من هالبيت إلي نجستيه بفعايلك،
وخذي ولدك، إلي مادري أهو مني ولا من غيري!!
تصرخ رهام بصوت عالي، وتتوسل حمد بأنه يسامحها، ويطردها حمد من البيت هي
وأبنها بدر، ولا يريد شيء يذكرها فيها، ويحاولون الأهل بالتدخل في ذلك القرار، ولكن
دون جدوي
.

تمت