زمن الغرور الجزء الأول
في نهاية دوام يوم الخميس وغازي منشغل في العمل , يأتيه إتصال هاتفي من أحد زوجات أصدقائه , تدعوه لحضور عيد ميلاد زوجها , في تمام الساعة السابعة والنصف حيث أنها تنوي عمل مفاجئه له .
غازي : ألووووو
عنود : هاي
غازي : أهلين
عنود : غازي , أكيد بالدوام؟
غازي : مافي شك , العمل عباده.
عنود : ياعيني , المهم تري اليوم عيد ميلاد هيثم
غازي : لا , وشمسويله ؟
عنود : السنه , مسويتله سبرايس !
غازي : عاد أنتي أم الفناتق
عنود : أسمع , اليوم كل ربعنا , وربعه القدم , عزمتهم ،راح تدشون من باب المطبخ ، وتقعدون بالصالة ، وراح أقعده من النوم ، ويبه عندكم ، وكلنا بصوت واحد سبرايس , وهو مسكين بالبجامه ، ها شرايك ؟
غازي : والله حركات , بصراحة , وايد حلوه.
عنود : انزين , عيل خلك سبعه ونص , داخل عندي بالبيت ، بس لا تطق الجرس ،عشان ما تقعده.
غازي : أنزين ،عسي يمديني أشتريله هديه , عاد السالميه زحمه اليوم !
عنود : لاتشتري شي , بس تعال, هيثم مو ناقصه ألا وجودك
غازي : الله يسلمك , أنا ادري راح أي ، والكل يايب هديه ، ويتشيحط فيها ، إلا أنا , أعرفك زين حق التوهق!
عنود : ويييييي , كيفك , بس أهم شي لا تتأخر!
غازي : ماشي .
وينهي الاثنان المكالمة , ويتجه غازي إلي المنزل ليستريح بضع الوقت , ولم يستطيع النوم في تلك الفترة بسبب تفكيره في هدية صديقه هيثم , وفي تمام الساعة السادسة والنصف ، يتجه إلى السالمية ، وفي أحد المتاجر المعروفة للملابس الجاهزة في تلك المنطقة.
ويقف في الشارع المقابل للمحل ، ومن المعروف في تلك المنطقة ، عدم احترام السائقين للمارة ، واللذين يمشون على الأقدام , كل ما تطأ قدمك الشارع تأتيك سيارة مسرعه، وصوت المنبه يتعالى منها ، ينذرك أما الرجوع للرصيف ، أم الموت في ذلك الشارع ، المكتظ بالسيارات .
وبعد جهد جهيد ، يعبر غازي الشارع بشجاعة وسرعة فائقة ، ويدخل إلى أحد المحال التجارية هناك، ويطلب مساعدة البياع المتواجد في المحل ، ويتم مساعدته بالفعل.
غازي : مرحبا
البياع : أهلين أستاز, تفضل؟
غازي : أبي هديه , بس أني محتار, مادري شنو أخذ ؟
البياع : الهدية لرجال ولا مره ؟
غازي : لا , ريال .
البياع : طب أديش عمرو؟
غازي : اليوم كمل ثلاثين سنه.
البياع : أيه العمر كلو , طب تفضل معي ، لفرجيك كم أطعه , على زوئك .
وبالفعل يتجه غازي ، مع البياع ، ليعرض له ما لديه من بضائع ، وبعد طول تفكير وإقناع من البياع ، يتم اختيار المطلوب ، ويقوم البياع بلف القطعة المشتراة بنفسه .
غازي : ياخي مطول أنت ؟
البياع : معلش أستاز ، بتوعين الرابن ، منون موجودين اليوم ، فمطر بلفلك بنفسي، روء أشوي ! معلش .
غازي : ياخي أنا متأخر , ماعندي وقت ، بسرعة الله يخليك!
البياع : أي, بأمرك حبيبي .
ومن ثم يأخذ غازي الهدية ، ويرجع إلى سيارته الموجودة في الشارع المقابل , ويعاود كرته في عبور الشارع مره أخرى ، كما فعل بالمرة الأولى ، ويصل إلى سيارته ، ويتجه مسرع إلى بيت المحتفي به ،بسرعة البرق .
وقبل نهاية الشارع تكون زحمة السيارات كثيرة ، وفي تلك النقطة ، يحاول غازي المراوغة ، ولكن توجد سيارة على شمال الطريق ، تعيقه من المرور ، وغازي فاتح النافذة و مستمتع بالجو الربيعي ، يشير بيده مفسح الطريق للسيارة التي بجانبه، وبها اثنتين، بنهاية العشرينات !
البنت تنظر بعصبيه : صج أنك حمار!!
غازي : مشكورة ، تفضلي .
وتنطلق البنت بسرعة البرق، ولكن الإشارة الضوئية تعيقها عن المرور، يقف غازي قريبا من مؤخرة سيارتها، ويترك مجال كبير بينه وبينها، وتفتح الإشارة الضوئية ، وينطلق الاثنين ، وكانت البنت تنتظر مرور غازي بجانبها ، وعندما وصل إلى جانبها ، كانت تضغط على المنبه ،علا وعسى غازي يلتفت عليها ، ولكن كان جرح غازي أكبر، ولا يريد منها أي كلمه جارحه أخرى، ويطير غازي ، ويقطع الإشارة الضوئية ، بعد أن ترك البنت بزحمة الشباب المتهور ، الذين كانوا يلحقون بتلك الفتاتين .
ويصل غازي إلى منزل صديقه ، ولم يحضر فعاليات المفاجئة ، التي رسمتها الزوجة عنود لزوجها هيثم ، بسبب الأحداث التي ذكرناها سلفا , وبعد إلقاء التحية على الحضور.
جلس يسرد على مسامعهم أحداث السالمية ، وكان كل الحضور يقف بصفه ، وقبل أن ينهي حديثه عن القصة ، تدخل نفس الفتاة ، وصديقتها اللتان حصل الموقف معهم، و بدا الكل مشغول بهم .